كان | محمد رسولوف الذي نال فيلمه «إلى اللقاء» جائزة أفضل إخراج في تظاهرة «نظرة ما»، صار يستطيع السفر خارج البلاد. ويعدّ السماح لرسولوف بالسفر خارج إيران خطوة إيجابية في مسار التهدئة، ليس فقط على صعيد علاقة القضاء الإيراني بـ«كان»، بل مع باقي المهرجانات السينمائية التي صارت تفرد مساحة من أنشطتها للتضامن مع بناهي ورسولوف. ويبدو أن السماح لرسولوف بالسفر إلى خارج إيران، بحسب تصريحات محاميه إيمان ميرزا زادة، ليس إلا رداً رسمياً إيرانياً على تصريحات زوجة السينمائي التي قالت إنّ زوجها تعرّض للاستجواب بعد عرض فيلمه في «كان». وليس مستبعداً أن يكون هدف السلطة الإيرانيّة إجهاض الضجّة التي أرادها مدير «كان»، تييري فريمو من خلال الاحتفاء بالمخرجين.
في «إلى اللقاء»، يحكي رسولوف عن محامية حامل تسعى للسفر إلى السويد مع زوجها الصحافي. تمنع البطلة من مواصلة عملها، ويضطر الزوج الى العمل في مشروع عمراني جنوب البلاد، لكنه يواصل كتابة المقالات الصحافية سراً. وهذا ما يعرض الزوجة للاستجواب من قبل الأمن الإيراني ومداهمة منزلها. أغلب مشاهد الفيلم تدور في أجواء مغلقة ومعتمة. المشهد الوحيد الذي يقدم صورة بانورامية لطهران، جرى تصويره من فوق تل مرتفع، حيث الهواء الملوث يجعل العاصمة شبيهة بمدينة تعرضت لقصف نووي.
الصحافة الأوروبية رحّبت بالفيلم بعد عرضه في «كان»، فيما رأى بعض الإيرانيين رسولوف انتهازياً في طرح قضية تنسجم مع سياسة المهرجانات السينمائية، وموقفها من النظام الإيراني. كأنّ رسولوف استطاع أن ينجز تصفية حساب قاسية مع القضاء الإيراني، حين حقّق شريطاً رغم الرقابة. كما استطاع الكشف عن جانب من الممارسات القاسية التي يلجأ إليها القضاء الإيراني، بحق المحامين المدافعين عن الناشطين السياسيين. في المقابل، تعرّض «إلى اللقاء» لهجوم بعض النقاد الإيرانيين الحاضرين على الكروازيت، ومنهم حسین معززینیا الذي أكد أن الفيلم ضعيف ومؤسس على قصّة مزيفة، و«أنه يبالغ ويكذب في ما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية والسياسية في إيران».
من جهته، رأى الناقد برويز جاهد أنّ التناول السينمائي للقضايا الاجتماعية والسياسية في إيران يعدّ عملاً جريئاً، وخصوصاً مع العقبات التي تضعها وزارة الثقافة الإيرانية في وجه الأفلام التي تتناول هذا المحور، بعيداً عن الخطاب الرسمي. إلا أنّ الجرأة ليست كافية لصناعة فيلم. يقول جاهد: «الفيلم يحوي نقاط ضعف سينمائية. هو طويل وشعاراته تكاد تكون استفزازية، وثمة استعراض لا يطاق».