استضافت «أسواق بيروت» ليلة أول من أمس ثلاث فرق محلية، ضمن مهرجانها الفني السياحي، الذي يشمل سلسلة حفلات مخصصة بمعظمها لفرق لبنانيّة، مغمورة ومعروفة. افتتحت «أدونيس» السهرة، وهي فرقة من ستة أعضاء، تقدم أغنيات روك كلاسيكي (تجاري ومسطَّح)، باللغة العربية، مع قليل من التطعيم الشرقي موسيقياً. ثم تلتها كلّ مِن «فريق الأطرش»، فرقة الـ «هيب هوب» المتمكِّنة من مهنتها وعياً سياسياً واجتماعياً، من جهة، وفنياً من جهة أخرى (حد أدنى من الصناعة الموسيقية في الراب، وBeatboxer مذهلٌ فعلاً، لقبه FZ). وأخيراً اختتمت السهرة، فرقة «مدينة»، وفي إطارها يشتغل عيسى غندور وزملاؤه على مشروع استعادة كلاسيكيات سيّد درويش.الفرقتان الأخيرتان معروفتان في بيروت، لكل منهما ألبوم تمحوَر حوله الأداء الحيّ. وكل فرقة واصلت بالأمس، تجربتها الموسيقيّة والأدائيّة، وسط أجواء حميمة جمعتها بجمهور أليف قصد «قرية الموسيقى» للتواصل معها.
أما «أدونيس»، فحكاية أخرى. حكاية انحطاط في الذوق الموسيقي، أو الثقافة. حكاية تعدٍّ في العزف على الآلات الموسيقية، وخاصةً مغني الفرقة (أو منشّزها) وعازف البيانو فيها، أنطوني خوري، باستثناء عازف الإيقاع، نقولا حكيم، الذي يتمتع بالحد الأدنى من الشغف والإحساس، ولا ينقصه سوى بعض الخبرة والتمرين. حكاية سطحية قاتلة في صف الكلام وعدم الإدراك والجهل المطبق «لما يجري من حولنا» في مقاربة المواضيع الاجتماعية.
حكاية ادعاء في تناول مواضيع هم جزءٌ منها أو أبعد الناس عنها (هدم المباني في بيروت، واللغة العربية، والقهر والفقر...). الأغاني كلها بالعربية. أما الكلام الفاصل بينها ـــــ كما التحية والوداع وكذلك صناعة الـ Mood ـــــ فبلغة الـ Blackberry، إذا جاز التشبيه. أما الأسوأ، فالإعلان عن ألبوم أول للفرقة، يُطلق قريباً... جميل من جانب المهرجان أن يفتح ذراعيه للشباب، لكن من واجبه أيضاً أن يقوم بحدّ أدنى من الغربلة، حفاظاً على المستوى، ورأفة بذوق الجمهور...

ثلاث فرق لبنانية الليلة على برنامج «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون»: Homemade وMelon Portion الهاويتان، وPerfect Match التي تضم عدداً من الموسيقيّين المحترفين. Homemade تتألف من مجموعة طلاب، وتتمحور تجربتها حول أداء أغانٍ من الريبرتوار الغربي («بيتلز»، مايكل جاكسون...) وبعض الأغاني الخاصة. وتعتمد زميلتها البوب روك والفانك والسول والبلوز الهادئ... أما «برفكت ماتش»، فتضم أرتور ساتيان وعبود السعدي وتوم هورنيغ وفؤاد عفرا، وتقدّم الجاز اللاتيني والفانك والفيوجن. للاستعلام: www.beirutmaf.com