إلى جانب الاحتفاء بتجربة «ناس الغيوان»، سجّلت الموسيقى المغربيّة حضوراً في الدورة العاشرة من «موازين». الأغنية المغربية الشابة حضرت مع فرق «رباب فيزيون»، و«زاز باند» و«هوبا هوبا سبيريت». المغنية هندي زهرة غنّت على «مسرح محمد الخامس». الموسيقى الأمازيغية حضرت بدورها على منصات العروض، مع فرق أسطورية لدى أمازيغ المغرب مثل «إزنزارن شامخ»، إضافةً إلى «أودادن» التي تعزف الموسيقى الأمازيغية منذ 1979، وكانت من أوائل الفرق التي انتقلت بالموسيقى التقليدية الأمازيغية إلى الحداثة.
رغم الحضور القوي للموسيقى المغربية في المهرجان، فإن الفنانين المغاربة شعروا ببعض الغبن، لوضعهم على «هامش» البرمجة. أبرز دليل على ذلك هو برمجة حفلة للمغنية حياة الإدريسي، إحدى نجمات الموسيقى المغربية منذ السبعينيات، والمغني فؤاد الزبادي، كبديلين من راشد الماجد الذي اعتذر عن عدم المشاركة في اللحظة الأخيرة، بسبب المرض! «موازين» حسب متابعيه يعطي أهمية كبرى لنجومه الأجانب ويغفل المغاربة. يلاحظ أنّ المنصات التي تقدّم فيها حفلات المغاربة تعتبر «هامشية»، وموجهة أساساً إلى جمهور الأحياء الشعبية. أما الأحياء الراقية في عاصمة المملكة، فلها مطربوها الأجانب والعرب. الحيف الواقع على النجوم المغاربة يرتبط أيضاً بالأجور التي يتلقونها، مقارنةً مع النجوم العالميين.
حتى المنصّات المخصصة لهم لا تعرف دقة التنظيم كما يحدث مع حفلات المشاهير الغربيين، ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى فوضى، كما حصل عام 2009 في حفلة المغنّي الشعبي الستاتي، حين أدّى تدافع الجماهير إلى سقوط 11 قتيلاً. لكن يُحتسب لإدارة المهرجان إحضارها موسيقيين مغاربة من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية. بهذا يلتقي شباب الموسيقى البديلة برواد الموسيقى خلال السبعينيات.
كذلك يراهن «موازين» على أسماء بارزة في الموسيقى الأفريقية، أصبح بعضها أسماءً مشهورة عالمياً. ما يجمع هؤلاء هو الحب الكبير الذي يكنّونه لـ«ماما أفريكا». تربط بينهم أيضاً نضالات من أجل وحدة مهد الحضارة البشرية، والأرض التي ارتكبت فيها الكثير من البشاعات خلال الفترات الاستعمارية.
وإن اختلفت أجيالهم وأشكالهم الموسيقية، يتّحِد الفنانون الأفارقة على التنديد بالقمع والديكتاتورية والفساد الذي ينخر جسد أغلب جمهوريات القارة السمراء. لهذا يراهن «موازين» على ترسيخ بعده الأفريقي، مع حفلات للمالي ساليف كيتا، والسنغالي يوسو ندور، والعاجي تيكين جا فاكولي، وعازف السكسوفون النيجيري فيمي كوتي، والغيني موري كانتي...