دمشق | القلق هو الصفة الملازمة لغالبية نجوم الدراما السورية هذه الأيام. بعد الاتهامات وحملات التخوين العنيفة التي شنّت ضد العديد ممن وقّعوا على بيانات تتخذ موقفاً متعاطفاً مع التظاهرات الشعبية، صار الفنان يحسب ألف حساب قبل أن يدلي بأي تصريح أو يظهر على إحدى الشاشات العربية، حتى لو لم يكن ظهوره مرتبطاً بالأحداث. ولعلّ الفنانين الذين نالوا حصة الأسد في حملات التخوين والاتهامات والتهديد هم الذين وقّعوا على بيان درعا الشهير.
ولم تتوقف مسألة التخوين عند من وقّعوا على بيانات فقط، بل امتد الأمر ليطال كل ممثّل أو فنان يظهر على شاشة التلفزيون في برامج منوعات لا تخصّ الأزمة. هكذا، شنّ بعض مرتادي الفايسبوك هجوماً قاسياً على النجم السوري باسل خياط بسبب ظهوره على شاشة «إم. بي. سي» ضمن برنامج «لو» برفقة الممثلة البحرينية هيفاء حسين. البرنامج الذي تقدمه المطربة اليمنية أروى أثار حفيظة الجمهور الذي نشر تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي، وعاب على نجم بوزن خياط أن يظهر على الشاشة السعودية في برنامج من هذا النوع، بينما تراق الدماء في الشوارع السورية ويسقط الشهداء وتواجه بلاده أزمةً كبيرة.
ولدى دفاع بعض معجبي خياط عنه وتبرير الموقف بقولهم إنّ البرنامج سُجِّل قبل اندلاع التظاهرات في سوريا، واصل رواد الموقع هجومهم بالقول إنّه لم يكن على الممثل السوري الظهور في هذا البرنامج الذي وصفوه بالتافه، ووسّع هؤلاء هجومهم مشكّكين في وطنيتهً.
وقد قرّر الممثل السوري التوقف عن أي ظهور إعلامي في الوقت الحالي، والامتناع عن الإدلاء بأي تصريح صحافي تجنباً لوقوعه في مشاكل مع جمهوره، في انتظار أن تهدأ الأمور وتتجاوز سوريا أزمتها.
لكن الغريب أنّ خياط ليس وحده من ظهر في برامج منوعة هذه الفترة من النجوم السوريين، فقد أطلّت أصالة ورويدة عطية ومصطفى الخاني على المحطة ذاتها في برنامج على «شط بحر الهوى». وكذلك يقدم النجم عباس النوري برنامج «لحظة الحقيقة» أيضاً على «أم. بي. سي»، وكل ذلك كان قد سُجّل سابقاً قبل بدء التظاهرات الاحتجاجية في سوريا... بل إنّهم يخشون الإطلالة على قنوات غير سورية، لما يحمله هذا الأمر من خطر التخوين! فهل نصل إلى مرحلة يجد فيها الفنان السوري نفسه مضطراً إلى الاختباء والاحتجاب حتى هدوء العاصفة؟



مسكون بهمّ الوطن

يشارك باسل خياط هذا الموسم في مجموعة من الأعمال السورية ستُعرض في رمضان المقبل وهي: «الغفران» لحسن سامي يوسف وحاتم علي (الصورة)، و«تعب المشوار» لفادي قوشقجي وسيف الدين السبيعي، و«العشق الحرام» لبشار بطرس وتامر إسحق، و«الزعيم» لوفيق الزعيم وبسام ومؤمن الملا، و«سوق الورق» لآراء الجرماني وأحمد إبراهيم أحمد. وكان الممثل السوري قد صرّح بأنّ «من واجب الفنانين في ظل ما تتعرض له سوريا من ظروف أن يكونوا صفاً واحداً»، منوّهاً بـ«دور الفنان الإنساني والوطني في خدمة المجتمع، وخصوصاً في هذه المرحلة، لأن الفنان السوري كغيره من أبناء الشعب مسكون بهمّ الوطن».