أمستردام | «مهرجان السينما العربية» خصّ دورته الرابعة لأفلام تقدم للجمهور الهولندي فرصة تكوين صورة عن الربيع العربي من منظور سينمائي، والاطلاع على صراع المجتمعات العربية مع المحظورات السياسية والاجتماعية. إذ يقدّم المهرجان 27 شريطاً روائياً ووثائقياً عربياً من آخر نتاجات السينما العربية. أما مدير المهرجان المصري عادل سالم، فيتوقّع أن يشهد الفنّ السابع في هذه المنطقة «تحولاً كبيراً إذا تمكّنت تلك الثورات من إلغاء جهاز الرقابة».فيلم الافتتاح «الخروج من القاهرة» الذي حضره جمهور غفير يضع اليد على جرح ملازم للمجتمعات العربية، هو الطائفية حتى في البلدان التي شهدت انتصار الثورات الشعبية على الأنظمة القمعية. أما في وثائقي «صداع»، فيعرض رائد أنضوني معاناة الفلسطينيين جراء الاحتلال الذي يحكم الخناق على شعب كامل، بدعم من العالم الحرّ. أما الأردني محمد الحشكي صاحب «مدن ترانزيت»، فيتناول ـــــ من وجهة نظر فتاة عائدة إلى وطنها بعد إقامة مديدة في أوروبا ـــــ الخليط غير المتجانس بين فئات تتطلع إلى الحداثة وأخرى في منتهى التزمت.
المشاركة العراقية تتمثّل في الشريط الوثائقي «العراق: حرب، حب، رب، وجنون» لمحمد الدراجي، وفيلمين كرديين حصلا على دعم المؤسسات الرسمية في إقليم كردستان. في «أزهار كركوك»، يصوّر فريبز كامكاري قصة حب بين فتاة عربية وشاب كردي على خلفيّة الممارسات القمعية في عراق الثمانينيات.
حقبة الثمانينات تمثّل أيضاً محور «كويستانى قنديل» للمخرج طه كريمي. الفيلمان يجسّدان سياسة السلطات في إقليم كردستان التي تقضي بدعم السينما التي تتجنب تناول فترة التسعينيات وما بعدها. يومها، اتجه الحزبان الكرديان الحاكمان في الإقليم إلى محاكاة الممارسات القمعية لنظام صدام حسين. هذا ما يشير إليه ناشطون أكراد، شددوا على ضرورة نشوء جيل سينمائي كردي جديد مستقل، يقدم رؤيته للأحداث الأخيرة في محافظات إقليم كردستان حيث نزل الأكراد إلى الشارع للتعبير عن رفضهم للسلطات التي تحكمهم.
من لبنان، يشارك محمد قعبور بـ«تيتا ألف مرة». ينظر السينمائي الشاب إلى المدينة الزائلة (بيروت)، بعيني امرأة مسنّة تستعيد علاقتها بزوجها المتوفى. رغم رؤيته المرهفة، يعاني الفيلم ضعفاً فنّياً وتقنياً، يجعله أقرب الى سينما الهواة، على خلاف المشاركة اللبنانية الأخرى. في «شيوعيين كنا» لجأ ماهر أبي سمرا إلى أسلوب فنّي ناضج ومبتكر، لإعادة فتح جراح الذاكرة الجماعيّة في بلده. بين نهاية الحلم الشيوعي، وعودة الطوائف، والتدخّل السوري لنقل المقاومة من القوى العلمانيّة الوطنيّة إلى يد حزب الله.

http://cinemaarabe.nl