يبدو أنّ العلاقة بين المجلس العسكري الحاكم والإعلاميين في مصر قد دخلت أخيراً مرحلة جديدة وخطِرة. بعد استدعاء ثلاثة صحافيين من جريدة «الشروق» إلى النيابة العسكرية للتحقيق معهم، إثر نشر تقرير عن نية الرئيس المخلوع حسني مبارك طلب العفو من الشعب، عاد المجلس ليضيّق على الإعلاميين، لكن هذه المرة بعد «جمعة الغضب الثانية»، إذ استقبلت الإعلامية ريم ماجد ضمن برنامجها «بلدنا بالمصري» على شاشة «أون. تي. في.» المدوّن والناشط حسام الحملاوي، الذي اتهم الشرطة العسكرية بانتهاك حقوق الإنسان. وأضاف إن اتهاماته حقيقية، وإنه يملك أدلة على ذلك. وعلى ما يبدو، فإن هذه التصريحات أغضبت المجلس العسكري، فاستدعى ماجد والحملاوي إلى التحقيق. كذلك سيقَ الكاتب نبيل شرف الدين إلى النيابة العسكرية. وكان شرف الدين قد أطل هو أيضاً على «أون. تي. في» خلال التغطية الإخبارية لـ«جمعة الغضب الثانية» وتحدّث عن وجود صفقة بين المجلس وجماعة «الإخوان المسلمين». طبعاً لم تعجب هذه الاتهامات المجلس، فاتصل أحد أعضائه بشرف على الهواء واحتج على تصريحاته، مؤكداً أنّه سيتعرّض لمساءلة قانونية، وهو ما حصل بالفعل. وتزامنت كل هذه الأحداث مع استدعاء رئيس تحرير العدد الأسبوعي من جريدة «الوفد» سيد عبد العاطي، وحسام السويفي بعد نشر تقرير في عدد الخميس الماضي بعنوان «تفاصيل الصفقة المحرّمة بين الإخوان والسلفيين والسلطة». وكما كان متوقعاً أدت هذه المساءلات القانونية إلى ردود فعل متباينة على الساحة المصرية، إذ امتنعت التيارات الإسلامية عن انتقاد ما يحصل، وخصوصاً أنها تنظر إلى «أون. تي في.» على أنها «مروِّجة للعلمانية»، إلا أن الناشطين السياسيين الذين يعدّون القناة لسان حال الثورة، قرروا تنفيذ وقفة احتجاجية أثناء التحقيقات، وتدشين حملة لرفض هذا الأسلوب في التعامل مع الإعلاميين. ويقول المحتجون إن الانتقادات الموجهة إلى المجلس تطاول عمله السياسي لا العسكري، مكررين تقديرهم لموقف الجيش المصري منذ اليوم الأول للثورة.
وكان المحامي عصام الإسلامبولي قد قال إنّ عدداً كبيراً من المحامين سيدافع عن ريم ماجد وكل الإعلاميين والصحافيين المحالين على النيابة العسكرية. أما نقابة الصحافيين المصريين وباقي المؤسسات المعنية بحقوق اللإعلاميين، فلم تخرج حتى الساعة بأي موقف علني يحتجّ على هذه التحقيقات.



غضب محمود سعد

مساء أول من أمس وبعد ساعات من انتشار خبر استدعاء النيابة العسكرية للإعلامية ريم ماجد، والمدوّن حسام الحملاوي، والكاتب نبيل شرف الدين، رفض الإعلامي محمود سعد استكمال الاتصال الهاتفي مع الحملاوي. وكان هذا الأخير يطالب بعدم تقديس المجلس العسكري لأنه إحدى مؤسسات الدولة التي يموّلها الشعب المصري. ويبدو أن هذا الكلام أغضب سعد، فقال له «أكتب رأيك هذا على فايسبوك أو تويتر»، مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بأن ينتقد المجلس العسكري في برنامجه «في الميدان»، الذي تبثّه قناة «التحرير»!