في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، تقف رويدا عطية على خشبة مسرح «مهرجانات بيت الدين» لتوجّه تحية إلى «الشحرورة» ضمن الاستعراض الغنائي الراقص «تحيّة إلى الأسطورة صباح». تبدو المغنية السورية متحمسة لهذه التجربة، بعدما كانت تأمل أن تجسد شخصية «الصبوحة» ضمن مسلسل «الشحرورة» المنتظر عرضه في رمضان المقبل، إلا أن خسارتها لهذا الدور لم تحبطها، بل صرّحت مراراً أنها غير حزينة لاختيار كارول سماحة لأداء الدور التلفزيوني «نصيبي أن أكون على مسرح «مهرجانات بيت الدين» لأسهم في تكريم الصبوحة...» تقول لـ«الأخبار».
وتؤكد أنه لو خيّرت بين المسلسل الرمضاني أو تكريم الفنانة اللبنانية في بيت الدين، فإنها كانت ستختار طبعاً العمل الاستعراضي «لأنه سيحفظ في أرشيفي على المسرح العريق كمغنية، وهو ما سيضيف الكثير إلى مسيرتي الفنية». ورغم أن اسم صاحبة «شو سهل الحكي» غالباً ما ارتبط بصباح، لم يمحُ ذلك شخصيتها الفنية المستقلة التي ثبّتتها منذ سطوع نجمها في الموسم الأول من برنامج «سوبر ستار». تؤكد عطية ذلك قائلة «على مسرح بيت الدين سأقدم أغنيات صباح، لكن بشخصيتي الفنية...». وتضيف إنها في هذا العمل ستظهر في قالب استعراضي للمرة الأولى في حياتها المهنية «وهو ما يثبت أنني لم أتقمّص صباح أو أقلدها».


وهل يمكن أن يثير اختيار رويدا عطية لتكريم صباح غضب بعض الفنانين الذين سبقوها إلى عالم الغناء؟ تقول المغنية السورية بصراحة «لا يهمني ما يُقال ولا المواقف التي قد يتخذها البعض نتيجة اختياري للمشاركة في هذا العمل... كل ما يعنيني هو تقديم حفلة جيدة تنال رضى صباح أولاً ثم الجمهور». وتعلن أن اختيارها لتكريم صباح جاء بناءً على طلب رئيسة «مهرجانات بيت الدين» نورا جنبلاط بالدرجة الأولى، وقد رحبت «الشحرورة» بهذا الخيار.
إذاً ستطل رويدا عطية في أمسيتين متتاليتين (24 و25/ 6) لتقدّم أجمل أغنيات الصبوحة مثل «جيب المجوز يا عبود»، و«زقفة زقفة يا شباب»، و«عالندّا الندّا»... ثم تعود لتكسر إيقاع هذه الأغاني بـ «ساعات ساعات» التي اختارتها المغنية السورية لتروي من خلالها حقبة مثيرة من حياة صباح، وكما بات معروفاً، فإن الفرقة الموسيقية ستكون بقيادة إحسان المنذر، ويخرج العمل جيرار أفيديسيان. أما مصمم الرقص، فهو سامي خوري. ويستمر العرض ساعة ونصف ساعة، تنسحب خلالها عطية أكثر من مرة عن المسرح لتترك الساحة لعرض صور ومقتطفات من أبرز أعمال الصبوحة التلفزيونية والسينمائية والمسرحية. وقد صمّم زهير مراد فساتين عطية خصيصاً لهذه المناسبة. ورغم السعادة البادية على وجه عطية نتيجة هذا العمل، تؤكد أن المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة، وخصوصاً أنه من المتوقع أن ينتقل هذا الاستعراض بعد بيت الدين للمشاركة في مهرجانات دولية أخرى في الجزائر وتونس وبلاد عربية أخرى.


وبعدما كثرت الأحاديث الصحافية عن حياتها الشخصية في السنوات السابقة، تتكتّم عطية عن البوح بأي تفصيل عن هوية خطيبها، معلنةً أنّها تعلمت من تجربتها السابقة التي تلت طلاقها. وتقول: «هذا الموضوع شخصي جداً وتجربتي السابقة مع الصحافة كانت قاسية. لقد تحولت حياتي الشخصية في السابق إلى ملعب يمرح فيه كل صحافي يرغب في الاصطياد في المياه العكرة. تحملت ضربات قاسية، وركز الجميع على حياتي العاطفية بدل الإضاءة على فني وموهبتي». وتعود لتؤكد أن علاقتها بالصحافة تقتصر حالياً على أعمالها الفنية «ولن أسمح لأي شخص بالخوض في تفاصيل حياتي الخاصة». إذاً تفضّل رويدا عطية الابتعاد عن الحديث عن خطيبها الجديد، لكنها تقول إنها أجّلت موعد زفافها بسبب ارتباطاتها الفنية، وتضيف: «أريد أن أكون عروساً مرتاحة وسعيدة، ولا يمكنني أن أتزوج في ظل الوجع الذي نعيشه اليوم في العالم العربي، كما أنني أفضّل التركيز حالياً على عملي الاستعراضي الجديد في بيت الدين».
لكنّ الشائعات المرتبطة بعطية لا تتعلق فقط بحياتها الخاصة، بل وصلت أيضاً إلى علاقتها بمديرة أعمالها عانود معاليقي، «كل ما يشاع عني مجرد فبركة أخبار لا تعنيني، ولم تعد تؤثر فيّ أو في مسيرتي الفنية».
أما عن ألبومها الجديد، فتقول إنها أجلت طرحه في الأسواق، كما أجلت جولتها الأميركية «بسبب الأحداث الخطيرة التي تشهدها المنطقة العربية اليوم»، لكن هذا التأجيل لا يمنعها من الحديث عن مشاريعها ورغبتها في خوض تجربة التمثيل في الدراما السورية. والمعروف أنّ عطية سبق أن رفضت بعض العروض الدرامية السابقة «وأنتظر حالياً سيناريو يناسب ما حقّقته على المستوى الفني».




مع النظام

في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها سوريا، لم تتردد رويدا عطية في التعبير عن موقفها السياسي بصراحة. أعلنت ولاءها للرئيس السوري بشار الأسد ومساندتها للنظام الحاكم، مؤكّدة أنّ ما يحصل في بلادها «كما في باقي الدول العربية هو نتيجة أيادٍ خارجية». وقالت في أكثر من مقابلة إنها واثقة بأن الرئيس السوري قادر على العبور بسوريا إلى شاطئ الأمان. وأضافت صاحبة «بلا حب» إنها تتابع حياتها الفنية والشخصية على نحو طبيعي لأن ما يحصل في سوريا سينتهي حتماً، و«لا بد لمشروع الفتنة أن يفشل في النهاية».