القاهرة | لم ينسَ تامر حسني ما تعرّض له في ميدان التحرير. ويبدو أنه يبحث حالياً عن وسيلة لتعويض خسارته المعنوية بعد شتمه، وطرده من الميدان خلال «ثورة 25 يناير»، وكما جرت العادة، اختار «نجم الجيل» إصدار بيان صحافي يعلن فيه أن جمهوراً كبيراً في الإسكندرية وجّه إليه رسالة حب واضحة خلال استعداده لإحياء حفلة هناك. وقال المعجبون لصاحب «بنت الإيه» «بنحبك يا تامر أوعى تزعل (مما تعرّضت له في ميدان التحرير)». ولم يقف البيان عند هذا الحدّ، بل عاد حسني مجدداً ليشنّ حرباً على عمرو دياب.
وهذا الأخير نجح خلال الثورة في الحدّ من الهجوم عليه، بعدما ابتعد عن الساحة المصرية ولم يطلق مواقف مؤيدة للنظام ولا معارضة له، رغم أنه صديق مقرّب من نجلي الرئيس المخلوع علاء، وجمال، كما أنّه أطلق أغنية «مصر قالت» التي حققت نجاحاً مقبولاً مقارنةً بالأغاني الوطنية التي أطلقها حسني، وبدت كأنها تحاول أن تتملق الثوار، إذ إنّ «نجم الجيل» أصدرها بعد انتصار الثورة وبعدما عبّر في مواقف كثيرة عن دعمه لنظام مبارك، قبل أن يتراجع عن هذه التصريحات بعد تنحي الرئيس.

وركّز حسني في هجومه على «الهضبة» على حجم الجمهور الذي حضر حفله في «مهرجان موازين» في المغرب العام الماضي، وقارنه بالعدد الذي حضر حفلة دياب هذا العام. وجاء في البيان أن الجمهور المغربي نفسه هو الذي يقارن بين الحفلتَين «بعدما حضر حفلة حسني نصف مليون شخص العام الماضي، فيما لم يحضر حفلة دياب سوى 20 ألفاً»! طبعاً، يدرك الجميع أن الأرقام خاطئة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة. الساحة التي أقيمت فيها الحفلتان تستوعب 250 ألف شخص كحد أقصى، كما أن إدارة المهرجان المغربي أعلنت أن مئة ألف شخص أتوا لمشاهدة عمرو دياب في أمسيته الأخيرة في «موازين».
وإن كان تامر حسني يصرّ في كل المناسبات على تحجيم منافسيه، وخصوصاً عمرو دياب من خلال نشر أرقام كاذبة وغير صحيحة، فإن انتقاداً آخر وجّهه عدد كبير من علماء الاجتماع والاختصاصيين إلى حسني، إذ اتهموا هذا الأخير بخلق معارك وهمية وتجييش صغار السن والمراهقين في حروب تهدف إلى حرفهم عن المعارك الحقيقية في مصر والعالم العربي. وهو الأسلوب الذي روّج له نظام «الحزب الوطني» على مدى سنوات طويلة، فشجّع الحرب الرياضية مع الجزائر، وخلق للشعب المصري أعداءً عرباً وهميين لإبعادهم عن المشاكل اليومية التي تواجههم من الفقر، والبطالة، وسرقة ثروات البلاد، وقمع الإعلام وحرية التعبير... حتى ظنّ كثيرون أن نظام مبارك سيبقى جاثماً على صدورهم إلى ما لا نهاية، لكن الثورة أتت وأطاحت هذه التركيبة المهترئة... وليس على تامر حسني سوى الاتعاظ من هذه التجربة، وربما يتمكّن وقتها من كسب ودّ المصريين من جديد، بعيداً عن البيانات الزائفة والوهمية.