السويداء | النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل «ضيعة ضايعة» قد يتكرّر هذا العام من خلال عمل كوميدي جديد بعنوان «خربة». العمل من كتابة ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو، وهو الثنائي الذي صنع نجاح «ضيعة ضايعة»... كذلك، فإن عودة النجم الكوميدي دريد لحام إلى الشاشة بعد غياب أربع سنوات تعطي العمل دفعاً إضافياً.تدور أحداث المسلسل الجديد في قرية ذكير في ريف السويداء (جنوب دمشق)، ورغم اعتماده لهجة أهل هذه البلدة، يؤكّد صناع المسلسل أنّهم يستهدفون كل المجتمع السوري، وما اعتماد هذه اللهجة إلا للخروج من مجتمع المدينة.
هكذا نتابع طريقة حياة الأبطال «البدائية»، وهو ما يمثّل المادة الأساسية للكوميديا. وتدور الأحداث حول عائلتين تتناحران على نحو دائم. وتحتدم المنافسة بين كبيرَي العائلتَين أبو نمر (دريد لحام)، وأبو نايف (رشيد عساف). ومن خلال شخصيات الأسرتَين، ننتقل من جيل إلى آخر، ونتعرّف إلى طبيعة البيئة النائية. إذاً سيكون موعدنا في رمضان المقبل مع «خربة»، المؤلف من ثلاثين حلقة، كل منها تقدّم قصة مختلفة وتحمل عنواناً منفصلاً. «العمل يقدّم حكاية من ريف الجنوب السوري الذي يتشابه في عاداته وتقاليده وأزيائه، لكننا اخترنا محافظة السويداء لأنها الأكثر تعبيراً عن هذا الجنوب» يقول الليث حجو في حديثه مع «الأخبار». ويضيف: «لا نقدِّم حلولاً لأي مشكلة، لكننا نجرؤ على طرح هذه المشاكل. كما ندعو في المسلسل إلى عدم الاستخفاف بالجيل الشاب، الذي أثبت أنه قادر على صنع ثورات عجزت أجيال سابقة عن تحقيقها... باختصار يحكي «خربة» عن الجيل الثالث الذي أذهل العالم لكن بطريقة مبسَّطة». وهل سيواكب العمل الأحداث السياسية والأمنية الحالية في العالم العربي، وخصوصاً موضوع الثورات؟ يعد المخرج السوري المشاهدين بمتابعة المسلسل للأحداث العربية «إلى حين تصوير المشهد الأخير». وهو أمر لا يبدو صعباً على فريق العمل، إذ إنّ الكاتب لم ينته بعد من كتابة النص، وهو يستوحي من تطورات المنطقة مشاهد مسلسله رغم وجوده في روسيا البيضاء. وفي سياق متصل، يرى حجو أن العمل يقدِّم وجهة نظر نقدية لا تبتعد إطلاقاً عن الجانب السياسي، ولا تنأى بنفسها عما يجري في الشارع من أحداث، «العمل الفني يجب أن يُقدَّم بلغة تشبه لغة الشارع». من جهة أخرى، لا يخفي حجو عتبه على الممثلين السوريين الذين طالبوا بمقاطعة المحطات الخليجية بسبب موقفها من الاحتجاجات الشعبية في سوريا. ويأمل أن تسوّق «شركة سوريا الدولية» هذا المسلسل على نحو جيد. أما دريد لحام، فيقول لـ «الأخبار» إنّ جودة النص، ومهارة ممدوح حمادة والليث حجو، كانتا أسباباً كفيلة بإعادته إلى الدراما بعد إطلالته الأخيرة عام 2007 في مسلسل «أيام الولدنة». ويضيف إنّ ما شجّعه أيضاً على قبول المشاركة في المسلسل هو دماثة شخصيات العمل، وتقديمه نوعاً كوميدياً خاصاً لا يخلو من التلميحات السياسية من خلال المقالب التي تصنعها العائلتان بعضهما ببعض، فيما ينفي النجم السوري حصول أي تشابه بين هذا المسلسل و«ضيعة ضايعة».
وهل يمكن أن تدخل شخصية لحام في «خربة» في مقارنة مع شخصية غوار، التي ترسّخت في أذهان الجمهور العربي؟ يرى النجم السوري أنّ التواصل بين المشاهدين وشخصية غوار لم ينقطع في ظل عرض الفضائيات المستمرّ لأعماله القديمة، «لكن شخصيتي في المسلسل الجديد تشبه إلى حد ما شخصية أبو الفضل في مسرحية «غربة»».
من جهته، يقول النجم باسم ياخور، الذي يجسد شخصية توفيق، إنه كان متردداً في الموافقة على هذا العمل، لتخوفه من التكرار والمقارنة بـ«ضيعة ضايعة»، لكنه يعود ليؤكد أن «خربة» مختلف «لجهة تقديم الشخصيات وبنائها الدرامي والرؤية الإخراجية، وهو ما دفعني إلى الموافقة. والمهم أن يحمل العمل جرعة كبيرة من الكوميديا الممتعة والفائدة، ويبقى الجمهور هو الحكم». أما الممثلة ضحى الدبس، فتؤدّي دور نفجة، وهي سيدة تربطها علاقة جميلة وقوية بوالدها، فتضحي بكل شيء للحفاظ عليها، «هذه التجربة مغامرة كبيرة بالنسبة إليّ، وخصوصاً أنني أقف أمام عمالقة الكوميديا في سوريا، والنتيجة ستكون بين يدي المشاهد الذي سيحكم».
إذاً رغم الأجواء التي تعيشها سوريا حالياً نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية المتوتّرة، يبذل فريق عمل «خربة» جهوداً كبيرة لتقديم مادة كوميدية متميزة من دون التنبؤ بكيفية تلقي الجمهور لهذا النوع من الدراما الساخرة والمضحكة في ظل الأوضاع الحالية. مع ذلك، يبدو أن «خربة» سيكون واحداً من الأعمال الجماهيرية في رمضان المقبل... ما علينا سوى الانتظار لمعرفة إذا كان هذا العمل سيرقى إلى مستوى النجاح الذي حققه «ضيعة ضايعة».



شراكة لا تنتهي

يرى المخرج الليث حجو أن شراكته مع بعض الأسماء من الوسط الفني تُعدّ مصدراً حقيقياً للإلهام وتقديم دراما متميزة. ومن بين هؤلاء النجوم باسم ياخور، الذي يصفه حجو بأنّه طاقة هائلة في الكوميديا، ونضال سيجري، الذي يعمل معاوناً فنياً إلى جانب حجو في هذا العمل. كذلك سيجسد دور البطولة في حلقتين من المسلسل. أما شراكته مع الكاتب ممدوح حمادة، فتخلق له «مخزوناً مهماً على المستوى الإنساني والمعرفي». من جانب آخر، وبعدما صوّر أيمن رضا مجموعة من مشاهد المسلسل، اعتذر عن عدم المشاركة في العمل لأنه يبتعد عن أسلوبه الارتجالي. هكذا أُجبر صنّاع العمل على إعادة تصوير كل هذه المشاهد مع محمد خير الجراح.