بدأ أمس عرض الفيلم اللبناني Sorry Mom للمخرج السوري عماد الرفاعي. ولعلّ الحملة التسويقية للشريط جعلت النقاد يأملون مشاهدة عمل مختلف عن الأشرطة التجارية التي غالباً ما تعرض في الصالات اللبنانية. إلا أن الواقع كان عكس ذلك. بدت القصة التي كتبها كلّ من يوري مرقدي، ولبنى مشلح، وعماد الرفاعي ضعيفة وركيكة. كذلك جاء الإخراج الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب في أغلب مشاهد العمل التجاري أولاً وأخيراً.وتدور قصة الشريط الذي يصنّف في خانة أفلام الرعب، حول امرأة (نادين نجيم) التي تقع ضحية الاضطرابات النفسية إثر اختطاف ابنها ومقتل زوجها. هكذا نتابع عمليات انتقام وسلسلة جرائم متلاحقة. وطبعاً لا يخلو العمل من مشاهد الإثارة التي يقتضيها النص تارةً، والدخيلة على القصة طوراً. ورغم ضعف العمل، أثبتت نادين نجيم مرة أخرى أنها ممثلة جيدة، لكن يؤخذ عليها أنها لم تدرس الشخصية التي تؤديها؛ إذ إنّها تجسّد دور امرأة أصدرت حكم الإعدام على كل الرجال «الخونة» برأيها، بعدما حرمها زوجها رؤية ابنها. هكذا، نتابع قصة امرأة تعاني عقدة نفسية واضحة. وهنا تحديداً عجزت نجيم عن الدخول في عمق الشخصية. وقد بدا واضحاً أن صناع الفيلم لم يكلفوا أنفسهم عناء التوغّل قليلاً في تقديم هذه الشخصية المركّبة.
كذلك، كان مشهد اغتصاب كميل (سامر الغريب) للبطلة ضعيفاً جداً في ظل جمود مبالغ فيه من نجيم. ويمكن القول إن الغريب كان الأكثر عفوية في أداء دوره، لكنه لم يكن مقنعاً جسدياً في شخصيّة زير النساء، تماماً كما حدث معه في فيلم «اللؤلؤة» للمخرج فؤاد خوري. أما الإخراج فوقع في هفوات عدة كان يمكن تفاديها: مثلاً، نرى البطلة وقد خرجت من منزلها، وما هي إلا لحظات حتى نشاهد الصحافية سمر (نانسي أفيوني) تصل إلى المنزل نفسه بحثاً عن ابنتها، فنفاجأ بالبطلة وهي في غرفتها ترتدي ثيابها بطريقة استخدم فيها المخرج الإثارة التي قاربت الابتذال. كذلك، إن ظهور البائعة الجوّالة (جيزيل خوري) في المشهد الأخير، بدلاً من البطلة بعد مقتلها ليس منطقيّاً، حتى لو افترضنا أن الشرّ يستمرّ حتى بعد مقتل البطلة على غرار أفلام الرعب الأميركيّة. ورغم كل هذه الأخطاء، لا بد من التنويه ببعض الرسائل الإيجابية التي يحملها العمل، منها حق المرأة اللبنانية بمنح جنسيتها لأولادها. كذلك، إن أغنية الختام بصوت إيفون الهاشم كانت لافتة وجميلة.
وكانت ثلاث شركات قد شاركت في إنتاج هذا العمل، هي Periba Productions التي يملكها المخرج باسم كريستو والمنتجة بيري كوشان، و Yuri M ليوري مرقدي و Hannouch Holding. وهنا تحديداً يذكّر المخرج كريستو في كل مناسبة، بأنه أحد منتجي الفيلم فقط، تصويباً وحفاظاً على حقوق المخرج عماد الرفاعي، وربّما لأن رهانه الشخصي ليس على هذا الفيلم، بل على مشروعه الخاص الذي ما زال قيد الإعداد. لكنه يأمل أن يجد Sorry Mom التشجيع من الجمهور، معتبراً ذلك بمثابة «واجب على اللبنانيين» لتحسين صناعة السينما اللبنانية، «ولأنه عمل مسلّ وصورته جميلة وأداء ممثليه جيد». وكان صناع العمل قد قالوا في وقت سابق إن شريطهم «سيعيد الثقة إلى السينما اللبنانية في إنتاج مميّز» رغم إنتاجه بميزانية متواضعة نسبياً، وهو تعبير مبالغ فيه؛ إذ إن أعمالاً أكثر جودة، وأفضل مثل «رصاصة طايشة» للمخرج جورج الهاشم، و«شتي يا دني» للمخرج بهيج حجيج، لم تجد الإقبال الجماهيري المطلوب.
الشريط من بطولة نادين نجيم، وسامر الغريب، ونانسي أفيوني، وجيزيل خوري، وعزيز عبدو، وإيلي خياط، ورنا زايد، مايك حديد، وبمشاركة غازاروس ألطونيان. وهي أسماء قد تجذب الجمهور إلى الشاشة، ولكنه جمهور محدّد وشاب، تستهويه الأفلام التجارية.

Sorry Mom: صالات «أمبير» و «بلانيت»