صدر كتاب هربرت ميسن «ملحمة جلجامش» بترجمة عربيّة عن دار «شرق غرب»، بجهد الشاعر العراقي سهيل نجم. مثّلت الملحمة السومريّة الشهيرة مصدر إلهام كبير لهذا الشاعر والأكاديمي الأميركي، إلى درجة حثّته على إعادة كتابتها. ميسن المتخصص في أدب الشرق القديم، ألف كتباً ودراسات عديدة، من بينها كتابه المرجعي «الحلاج».تلميذ المستشرق الشهير لويس ماسينيون وصديقه، أصدر الطبعة الأولى من «جلجامش» عام 1970، ورسم لوحاتها في ذلك الحين صديق الشاعر، التشكيلي الإيطالي دينو كافالاري.
ما نقرأه بالعربيّة نصّ أنجزه هربرت ميسن بغرض تأويل الملحمة، بأسلوب لم يؤذِ الأصل... فهو يصفها بالقصّة الشعريّة التي تدور حول أسئلة مركزيّة مثل الموت والفناء والخلود، وتدفع قارئها إلى تلقيها بفهم جديد كلّ مرة. عاد المؤلّف إلى مراجع كثيرة، لإنجاز ما سمّاه «القصيدة الحية». يبدأ بسرد تفاصيل الملحمة، من الحديث عن جلجامش، وكيف كان ملكاً لأوروك، مروراً بقصّته مع صديقه أنكيدو، حتّى قتله الوحش خمبابا.
يذهب ميسن إلى اعتبار أنّ المشاعر القوية في الملحمة، هي التي ثبتت مكانتها في عالم الأدب، لتصبح منجماً لأعمال أحدث عهداً، مثل بعض قصص الكتاب المقدس، أو تلك التي أوردها صاحب «الألياذة» هوميروس. وفي النهاية، يجعل ميسن من الملحمة جزءاً من سيرته الذاتية، ويسرّ إلينا بأنّه اكتشفها لأوّل مرّة عام 1954، «عندما كان طالباً في «هارفرد»، وكيف أنّ رؤيته لها تأثّرت بالتراث الإنكليزي عن الطبيعة والتراجيديا والعاطفة».