تصل الدورة الأولى من «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون» BMAF إلى نهايتها مساء غد الأحد. ختام برنامج التظاهرة المستجِدة على أسواق العاصمة التجارية، سيكون مع المؤلف الموسيقي وعازف الغيتار غوران بريغوفيتش (1950) برفقة فرقته «أوركسترا الأعراس والمآتم». بلغ بريغوفيتش الستين، ولا يزال يتمتع بحيوية شابّ في العشرين.
كل ذلك نتيجة الموسيقى التي يؤلفها ويعزفها، إذ تجمع بين الأنغام الغجرية البلقانية الخارجة رشقاً من آلات النفخ النحاسية والخشبية (على نحو أساسي)، والإيقاع الحي الذي يخلق عند المستمع طاقة كبيرة ورغبة جامحة في الرقص. أضف إلى ذلك تطعيم هذا اللون ببعض الروك، على طريقة إمير كوستوريتسا، شريك بريغوفيتش في الموسيقى والسينما، إذ كتب الموسيقى التصويرية لثلاثة أفلام تحمل توقيع السينمائي الصربي. حتى في الأنغام الحزينة والبطيئة والأقرب إلى النواح، لا تسمح هذه الموسيقى بالاسترخاء. فهي تستفز الأدرينالين في كل الأحوال.
سبق أن زار غوران وفرقته لبنان في صيف 2003، ضيفاً على مهرجانات «بيت الدين». وما زالت أصداء الحفلة حاضرة في أذهان من كانوا على الموعد آنذاك: داخل الباحة المفتوحة جمهور كبير، منضبط إلى حدٍّ ما. أما في الخارج، فلا يخضع المتسكعون الشباب لشروط المهرجان. هكذا احتلّوا الطريق خلف الشريط الذي يحد الباحة «الرسمية»، ومارسوا الطقوس المناسبة لهذه الموسيقى: رقصٌ عشوائي، كؤوسُ خمرٍ على أنواعها، فرحٌ عامرٌ وتفاعلٌ استثنائي... عن بُعد
مساء غدٍ، لن يكون الوضع كما كان عليه في بيت الدين. أناقة الأسواق قد لا تسمح بالفوضى ولو على هامش مكان الحفلة. والمشروبات أسعارها خيالية. إذاً، سيفقد الموعد عنصراً ضرورياً لنجاحه، بما أن الأعمال الموسيقية / الغنائية التي سيقدمها بريغوفيتش ستكون، بمعظمها، من إصداره الأخير وهو بعنوان Alkohol... وللتسمية ما يبرّرها طبعاً. هذه الموسيقى تتطلب ظروفاً احتفالية للاستمتاع بها، وإلا فستسبّب شعوراً تدريجياً بالملل، على الرغم من أنها تثير الانتباه والمتعة من النوتة الأولى. لذا، يصبح أداؤها الحي، وسط أجواء الرقص والحماسة، أفضل من التسجيل.
ثمة نقطة سلبية تشوب توقيت هذا الموعد، إذ يتزامن مع أمسية مغنية الجاز والبلوز، تشاينا موزس، التي يدعوها «ليبان جاز». قد يقع الجمهور في الحيرة بين الخيارين، إلا أن زيارة غوران بريغوفيتش السابقة إلى لبنان قد تؤثر سلباً في جمهوره، على الرغم من شعبيته الكبيرة في لبنان.
* غوران بريغوفيتش و«أوركسترا الأعراس والمآتم»: ٨:٣٠ من مساء غد ـــــ «أسواق بيروت».
3 تعليق
التعليقات
-
مساء غدٍ، لن يكون الوضع كمامساء غدٍ، لن يكون الوضع كما كان عليه في بيت الدين. أناقة الأسواق قد لا تسمح بالفوضى ولو على هامش مكان الحفلة. والمشروبات أسعارها خيالية. إذاً، سيفقد الموعد عنصراً ضرورياً لنجاحه، بما أن الأعمال الموسيقية / الغنائية التي سيقدمها بريغوفيتش ستكون، بمعظمها، من إصداره الأخير وهو بعنوان Alkohol... وللتسمية ما يبرّرها طبعاً.
-
ملك موسيقى البلقانفنان رائع، وموسيقى جميلة جداً. حضرت له حفلة في موريال قبل خمس سنوات في مهرجان الجاز، وأنصح الجميع أن يحضروا حفلته لأنها ستكون حتماً ممتازة
-
بشير صفير أفضل معلّق موسيقيمرّة أخرى يثبت بشير صفير أنّه الأفضل في لبنان في النقد الموسيقي والتعليق على كل أنواع الموسيقى.وأنا أشكره على ما يكتب وحبذا لو يصدر أجود هذه المقالات في كتاب. أتابعك يا بشير منذ بضعة سنوات وأنت تكتب عن شوبان وهايدن وشومان والجاز الأميركي وموسيقى البلقان والموسيقى العربية بجدارة وعلم. واستفيد تماماً من آرائك. وعلى محدودية معلوماتي لم أجد كاتباً آخر بمستوى ثقافتك الموسيقية.على أمل أن نلتقي في بيروت.