بعد نحو أسبوعين على إحيائه أمسيةً ضمن «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون» BMAF، يحيي عيسى غندور مجدداً حفلة في «جمهورية الموسيقى الديمقراطية»، الفضاء الذي افتتحته «فوروارد ميوزك» حديثاً، ويحتضن حالياً مجموعة أمسيات محلية وعالمية. بين «أسواق بيروت» و«رأس بيروت»، تغيّر عنوان الأمسية من Madina في الـBMAF إلى «عيسى غندور وفرقة المدينة» الليلة في «الجمهوريّة»، لكن البرنامج بقي نفسه بين المحطّتين. قبل أكثر من سنتين كانت «عودة الابن الضال» إلى دائرة الضوء. رحّبنا بحذر بالمغني اللبناني عيسى غندور، لمجرّد انتقاله من حضن الغناء العربي الخفيف، الذي كان جزءاً منه قبل غياب قسري عن الساحة الفنية، إلى عالم شيخ الأغنية الطربية الشعبية سيّد درويش، وغضضنا الطرف يومذاك عن بعض الملاحظات الجانبية، ودوّرنا زوايا لم يعد مقبولاً تجاهلها اليوم، حرصاً على مسيرة غندور الجديدة.

في الأداء والتفاعل مع الجمهور، يبدو أن الفنّان لم يتخلّص تماماً من «الحركات» الخاصة بأجواء الأغنية الخفيفة، فضلاً عن اجترار المشروع حتى الثمالة في عشرات الحفلات.يبدو أيضاً أن استعادة سيّد درويش لم تكن مجرد تحية بريئة. وقد يكون في الأمر استغلالٌ لروائع جميلة، يليق بها أي ثوب. لذا، لا ضرورة لاستخدام القماش الغالي والتصميم الحسن لإلباسها مِن جديد.
مشكورةٌ جهود زياد سحّاب في إعداد التوليف الجديد في مشروع عيسى غندور، لكن ألا تستحق أغنيات سيّد درويش أكثر من ذلك، أقله من فنان ضليع بالريبرتوار الكلاسيكي مثل سحّاب؟ إلى جانب زياد سحّاب (عود) على رأس فرقة «المدينة»، يغني عيسى غندور من الباقة الدرويشية («زوروني»، و«طلعت يا محلى نورها»، و«شد الحزام»...). وكلّها من الأعمال التي استعادها في أسطوانته «درويش» («فوروارد ميوزك» ـــــ
2009).



«عيسى غندور وفرقة المدينة»: 10:00 من ليل اليوم ـــــ «جمهورية الموسيقى الديموقراطيّة» (الحمرا) ـــ للاستعلام: 01/752202 ـــ www.drmlebanon.com