هل انتهت القطيعة الثقافية والفنية بين مصر والجزائر؟ يبدو السؤال طبيعياً بعد إعلان مشاركة محمد منير في «مهرجان تيمقاد الدولي» الشهر المقبل. رغم هذه الخطوة التي عُدّت فاتحة عودة المصريين إلى بلاد المليون ونصف المليون شهيد، يبدو أن المسؤولين الجزائريين لا يزالون متمسكين بالقائمة السوداء التي وضعوها عقب مباراة أم درمان الشهيرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. إذ جاء في صحيفة «الشروق» الجزائرية أن كلّاً من إيهاب توفيق، وحكيم، ومحمد فؤاد، وتامر حسني، وحتى هيفا وهبي لا يزالون ممنوعين من المشاركة في أي فعاليات فنية جزائرية بسبب مواقفهم التي عُدّت متطرفة خلال الأزمة الرياضية بين البلدين. وأضافت الصحيفة أن المهرجانات الجزائرية لم تتأثّر بالغياب المصري عام 2010. وفي المقالة نفسها التي حملت عنوان «محمد منير سيقود عودة الفنانين المصريين إلى الجزائر في مهرجان تيمقاد»، جاء أن الفنان المصري الملقّب بـ«الملك» رحّب بمشاركته في المهرجان الذي غاب عنه منذ عام 2001.وكانت بعض التقارير التي نشرت في مصر بعد «ثورة 25 يناير» قد أشارت إلى أن مشاركة المصريين في الصراع المصري ـــــ الجزائري كانت نتيجة خطة مدبرة لإلهاء المواطن في «معركة كرامة زائفة». كذلك أسهمت خلافات مالية بين علاء حسني مبارك وشركاء جزائريين في تأجيج الصراع حتى بعد انتهاء المباراة. وما أكّد هذه الفرضية أنّ الابن الأكبر للرئيس المخلوع خرج على غير العادة في وسائل الإعلام وهاجم الجزائريين بعنف. وطبعاً كان الفن المصري أول من دفع ثمن هذا الصراع، فغابت الأفلام المصرية عن المهرجانات الجزائرية، ولم تعرض مسلسلات «هوليوود الشرق» في رمضان الماضي. وهو ما ينطبق على المغنين المصريين. لكنّ محمد منير سينهي هذه القطيعة بوقوفه على مسرح «تيمقاد». وهو المهرجان الذي يقام عادةً في شهر آب (أغسطس)، إلا أن تزامنه هذا العام مع رمضان أدى إلى تقريب موعده إلى تموز (يوليو). وهو ما ينطبق أيضاً على باقي المهرجانات التي ستقام في الشهر المقبل. ولم تخفِ إدارات هذه التظاهرات الفنية صعوبة التواصل مع فنانين من مصر، وتونس، وسوريا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي أربكت أجندات معظم النجوم.



معجب بالبرادعي

تأتي مشاركة محمد منير في «مهرجان تيمقاد الدولي» (أكثر من 530 كلم شرقي الجزائر العاصمة) بعد نجاح الثورة المصرية التي أعادت إلى شعبية النجم الأسمر وهجها، خصوصاً أنّ أغنيته «إزاي» حققت نجاحاً كبيراً بين المحتجين في ميدان التحرير. وقال منير خلال الثورة إنّه تعرض لمضايقات أمنية وسياسية عدة في العامين الأخيرين بعدما أعرب عن إعجابه بأفكار محمد البرادعي (الصورة) المرشح المحتمل لرئاسة مصر في الانتخابات المقبلة. من جهة أخرى، سافر منير أخيراً إلى ألمانيا لإجراء بعض الفحوصات الطبية الروتينية، خصوصاً بعد خضوعه لعملية جراحية منذ خمسة أشهر.