موقع Rue89 الفرنسي أعلن: «الرقابة ترخّص مهرجاناً للأفلام الممنوعة في بيروت». والتلفزيونات تستضيف كوليت نوفل التي «استحصلت على إذن الأمن العام». هل نحتفي بالرقابة؟ ذات يوم قرر رئيس الحكومة السابق تشكيل لجنة استشاريّة من موظّفي بعض الوزارات (إلا الثقافة) والأمن العام، لتبدي رأيها في الأفلام المطروحة للعرض العام. المبادرة باعتنا «انفتاحاً» لفظيّاً، وأوحت بأن الأمن العام وحده مسؤول عن الاعتداء على الفكر والإبداع الذي ازدادت حدّته خلال السنوات الماضية، ما استوجب تشكيل اللجنة المنقذة من الاستبداد. الأمن العام شريك في الممارسات القروسطيّة التي تقف غالباً على حافة القانون، لكن كيف نحمّله عبء القرار السياسي، في دولة تتحكّم الطوائف والعشائر بفكرها وثقافتها؟ الدفاع الجدّي عن الابداع، يمرّ في إعادة نظر بقوانين الرقابة، من منطلق عقلاني وعصري. وقد قدّم الحقوقيان نزار صاغيّة ونائلة جعجع دراسة أساسيّة في هذا الاتجاه، صدرت قبل أشهر عن «مرصد الرقابة» في بيروت.المهمّ أن كوليت نوفل التي عانت الأمرّين مع الرقابة، مثل كثيرين غيرها، أرادت أن تستفيد من هذا «الانفتاح» الشكلي، لتقدّم أعمالاً منعت في «مهرجان بيروت الدولي للسينما». خمسة أفلام ستعرض على dvd، في صالة تجاريّة، لكن لا بأس. «الأيّام الخضر» لهانا (محسن) مخملباف، شريط تسجيلي/ روائي حقق بإمكانات بدائيّة خلال الانتفاضة الخضراء في شوارع طهران. نسخته تأخّرت في مكاتب الرقابة التي ترددت في السماح بمشاركة الفيلم «الممنوع» ضمن تظاهرة الأفلام «الممنوعة». والفيلم لم يمنع على فكرة، بل «تمنّى» ضابط الأمن على كوليت «تأجيله» ريثما تنتهي زيارة الرئيس الايراني.
ابتداء من الأربعاء، سيكون بوسع جمهور صغير أن يتذكّر جراح الحرب اللبنانيّة. أن يتواصل مع المطالبين بالتغيير في إيران. أن يستعيد الممارسات القمعيّة للكنيسة الكاثوليكيّة في القرن الثامن عشر بحق لصّين يهوديين يرفضان اعتناق المسيحيّة، وفي القرن السادس عشر بحق فلاحة من توسكانا اتهمت بالشعوذة. أن يتعاطف مع مراهقتين تونسيتين، مسلمة ويهوديّة، ربطتهما صداقة خلال الحرب الثانية، قبل أن تفرّقهما النازيّة. خطوة أولى على طريق تنظيم مهرجان شامل للأعمال التي ضلّت طريقها إلى الشاشات اللبنانية: من جيلاني السعدي ومارك أبي راشد وسيمون الهبر، إلى زياد الدويري ودانيال عربيد ورندا الشهّال... مروراً بمسلسل «السيّد المسيح». مهرجان يستقطب كل المعنيين، ويقام ـــــ كفعل رمزي ـــــ من دون إذن الرقابة! إلا إذا تمكّنت الحكومة الجديدة من تغيير واقع الحال. في السينما، الأحلام دائماً ممكنة...