في وقت يغلي فيه العالم العربي بالأحداث والتطورات السياسية، أطلق عبد الله الرويشد ألبومه الجديد «إنتي حلم». ورغم بعض النقد الذي وُجّه إليه بسبب هذا التوقيت، لاقى العمل ترحيباً كبيراً في دول الخليج. ترحيبٌ اعتاده المغنّي الكويتي مذ تعرّف إليه الجمهور عازفَ درامز في فرقة «رباعي الكويت» وكان وقتها في الثالثة عشرة من عمره. لكن سرعان ما اكتشف الملحن راشد الخضر القدرات الصوتية تحديداً لهذا الشاب، فتبناه فنياً وأطلقه في عالم الغناء. لكن تبقى العلامة الفارقة في مشواره الموسيقي يوم غنّى «اللهم لا اعتراض» إبان حرب الخليج الثانية (العراق ـــــ الكويت) عام 1990. يومها سمع محمد عبد الوهاب صوته، وأعلن نيته إعطاءه لحناً ليغنّيه. إلا أنّ عبد الوهاب رحل سريعاً من دون أن يتحقّق هذا المشروع. وبعدها، توالت النجاحات فكان أول فنان خليجي يقف على خشبة «دار الأوبرا» في مصر، ومدرّج جرش الأردني. ثمّ كرّت سبحة الألبومات التي تعاون فيها مع أبرز الكتّاب والملحّنين من خالد الشيخ إلى مشعل العروج، وسعود الشربتلي... كذلك قدّم أكثر من دويتو غنائي مع نوال الكويتية، وأحلام، وخالد الشيخ، وأبو بكر سالم... وإن كان هذا النجم، وسفير النيات الحسنة يفضّل البقاء بعيداً عن الإعلام، يحسب له علاقته الممتازة مع الوسط الفني الخليجي. ولعل هذا العامل، إلى جانب نجوميته الكبيرة دفعا «روتانا» إلى الاحتفظ به، حتى عدّه البعض ابنها المدلّل.وبالعودة إلى الشريط الغنائي الجديد «إنتي الحلم»، قدّم الرويشد فيه مجموعة من الأعمال الجديدة، منها دويتو غنائي مع أحلام في «قول والله». وهي الأغنية التي تعيد المغنية الإماراتية إلى الساحة بعد غياب. كذلك يضمّ الألبوم أغنية «على نيتي» التي تبرز فيها الإيقاعات الخليجية البسيطة، التي تذكّر ببدايات الرويشد. وقد لحّن الأغنية مشعل العروج، وكتب كلماتها مشعل الذاير. كذلك يضم العمل أغنية «ليالي الخوف» بلحن طربي وضعه الرويشد نفسه. أما في «تشرفنا» التي لحنها عبد الله القعود بالإضافة إلى «رضينا بالهم» فتبدو الموسيقى مألوفة، لكنها رغم ذلك لا تُعَدّ تقليدية بسبب سهولتها على أذن المستمع، وهي ميزة أعمال الملحن عبد الله القعود. وتبقى أغنية «أخذ قلبي» ذات الإيقاعات واللحن المغربي بكلمات مطعمة بالفرنسية. وهو التعاون الأول للفنان الكويتي مع الملحن يوسف العماني.
إذاً، يحسب لعبد الله الرويشد إصداره عملاً جديداً فيما يُشغَل الناس عن الفن لمتابعة الأخبار السياسية. إلا أن الأوضاع الأمنية المتوتّرة في المنطقة لم توفّر الفنان الكويتي. حفلاته هذا الصيف تبدو محدودة. كذلك، يحلّ شهر رمضان في آب (أغسطس)، وهو ما يقصِّر موسم الصيف. لكن يرجّح أن يسافر الرويشد إلى تركيا لإحياء عدد من الحفلات هناك.