القاهرة | في ظلّ الشائعات والأخبار التي رافقت إعلان إطلاق «مركز تلفزيون العاصمة ـــــ cbc»، طلب خيري رمضان من الجمهور مشاهدة المحطة قبل الحكم عليها. هكذا قال بوضوح الإعلامي المصري في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في فندق «غراند حياة» في القاهرة: «شاهدونا قبل أن تحاكمونا». ثمّ أُعلنت تفاصيل أبرز برامج المحطة التي ستنطلق السبت المقبل، بدورة برامجية موقتة بسبب حلول شهر رمضان. ومن المتوقّع أن تعلن القناة برمجة كاملة بعد شهر الصوم. واشتكى رمضان خلال المؤتمر من نشر أخبار مغلوطة عن القناة من دون الرجوع إلى أصحابها والقائمين عليها، مؤكداً أن التلفزيون الجديد لا يعبِّر عن أي تيار سياسي، ولا علاقة له بـ«الحزب الوطني» ولا بمن كانوا يمثلونه. وأضاف أن إعلاميي المحطة لم يكونوا يوماً أعضاء في هذا الحزب، مشدداً على أن محاسبة من سيظهرون على الشاشة يجب أن تكون على خلفية مهنية لا سياسية.
في الإطار نفسه، قالت الإعلامية لميس الحديدي إنها لم تنكر يوماً مشاركتها في الحملة الانتخابية للرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2005. لكنها ذكّرت بأن صحف النظام السابق كانت تهاجمها وتصفها بالمحرِّضة عندما «كنت أتعدّى الخطوط الحمراء في برامجي على شاشة التلفزيون المصري». وأضافت أن المسؤولين في «ماسبيرو» قطعوا الهواء عن برنامجها في بداية الثورة «عندما تكلّمتُ على ما يحدث في مدينة السويس، وبالتالي لا بدّ من محاسبتي على كل ما قدَّمتُه».
من جهته، سخر رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» مجدي الجلاد من المخاوف التي يردِّدها البعض عن تأثير «فلول نظام مبارك» على المشهد الإعلامي والسياسي. وأكد أنّ هؤلاء لا قيمة لهم ولا يمكنهم السيطرة على أي قطاع من القطاعات الحيوية في مصر، مطالباً في الوقت نفسه بالتوقف عن التشكيك في نيات الإعلاميين والصحافيين في مرحلة ما بعد الثورة. ويقدم الجلاد برنامجاً أسبوعياً على المحطة الجديدة، وهو ما سيفعله أيضاً الصحافي البارز عادل حمودة في برنامج يكشف من خلاله أسرار وذكريات عدد كبير من الشخصيات السياسية التي قابلها في مشواره الصحافي.
أما مالك القناة محمد الأمين، فأكد أنه الممول شبه الرئيسي للمحطة، وأن لا علاقة لشريكه التجاري منصور عامر بـ«مركز تلفزيون العاصمة»؛ إذ تردّدت أخيراً أخبار مفادها أن الأمين هو مجرّد واجهة لمنصور عامر الذي يقوم بحملة دعائية مكثّفة حالياً للهروب من خندق «رجال الأعمال الفاسدين». أما البلاغات المقدمة بحق عامر بسبب مشاريعه السياحية، فقال محمد الأمين إنّها قيد التحقيق وإن نتيجتها، مهما كانت، لن تؤثر على القناة «التي تتمتع بتمويل مستقلّ هدفه خدمة مصر ما بعد الثورة».
وعند سؤاله عن سرّ اهتمامه المفاجئ بقطاع الإعلام، قال محمد الأمين إنّه عاش في الكويت ثلاثين عاماً، حاول خلالها الاستثمار في الإعلام المصري، «لكنني فشلت بسبب تدخلات النظام الحاكم وقتها».
وفاجأ رئيس القناة محمد هاني، الحاضرين بقوله إن المحطة ستقدّم خمسة برامج «توك شو» يومياً مباشرة على الهواء، «لكنها لن تهتم بالشق الإخباري؛ لأن طبيعة القناة الإخبارية تختلف». وأجمع العاملون في القناة على أنهم سيناقشون كل القضايا الساخنة بعيداً عن الاستقطابات السياسية، وخصوصاً المواضيع المتعلِّقة بمطالب شباب الثورة. أي أن «مركز تلفزيون العاصمة» لن يغازل الأصوات الثائرة لكسب رضاهم، بل سيناقش كل القضايا المطروحة على الساحة المصرية، «والجمهور سيكون الحكم في نهاية المطاف».
ومن أبرز برامج القناة «توك شو» يومي بعنوان «هنا العاصمة»، من تقديم لميس الحديدي، وآخر بعنوان «ممكن» تقديم خيري رمضان، إلى جانب برنامج «صفحة الرأي» الذي يقدّمه الشاعر عبد الرحمن يوسف، وبرنامج نسائي بعنوان «الستات ميعرفوش يكذبوا» مع الممثلة منى عبد الغني، ومفيدة شيحة، والمحامية أميرة بهي الدين. وسيطل أكرم حسني من خلال الشخصية الكوميدية الشهيرة «سيد أبو حفيظة». كذلك يطل ثلاثة من الدعاة البارزين خلال شهر رمضان المقبل، هم: عمرو خالد، ومعز مسعود، ومظهر شاهين. والأخير معروف حالياً بلقب «خطيب الثورة» بما أنّه خطيب مسجد عمر مكرم الواقع في ميدان التحرير. فيما سيقدم خيري رمضان برنامجاً دينياً يومياً يحاور فيه الشيخ اليمني حبيب علي الجفري. وقد اشترت القناة حق عرض عدد كبير من المسلسلات الجديدة، أبرزها «سمارة» لغادة عبد الرازق و«الشوارع الخلفية» لليلى علوي وجمال سليمان.



يذهب مبارك وتبقى مصر

على هامش المؤتمر، روى الصحافي عادل حمودة للإعلاميين رد فعل زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية في عهد حسني مبارك، يوم كتبت جريدة «الفجر» على صفحتها الأولى: «يذهب مبارك وتبقى مصر». وقال حمودة إن عزمي اتصل به مهدداً، وقال له إنه سيشنق في ميدان التحرير وإنه يصفّي حساباته في ظروف عصيبة. لكن بعد أيام من تنحي مبارك، اتصل به مرة أخرى، مذكراً إياه «بالعيش والملح» وراجياً إياه عدم نشر ما لديه من ملفات فساد تطال أباطرة نظام مبارك.