الأسبوع الماضي، شهدت منطقة الأهواز أول حفلة غنائية باللغة العربية تقام في إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979وانتهاء حكم الشاه. طيلة ثلاث ليالٍ، أطرب المغني سعيد سياحي، أو «أمير الغرام» ـــــ وهو أحد أبرز مغنّي البوب العربي في إيران ـــــ الجمهور بأجمل أغنيات الفولكلور المحلي، إلى جانب أعمال لمطربين عرب مثل «زي الهوى» لعبد الحليم حافظ، وأغنيات أخرى لناظم الغزالي مثل «فوق النخل» وغيرها، كما قدّم أعمالاً من ألبومه الجديد.
وكانت الملصقات واللافتات الإعلانية الخاصة بالحفلة قد انتشرت قبل فترة في مدن إقليم خوزستان الذي يسكنه العرب. وعدّ الوسط الفني العربي في إيران الحفلة حدثاً تاريخياً، وخطوة في طريق الاعتراف بثقافة وفنون القومية العربية في بلاد فارس، وكما كان متوقعاً شهدت الحفلات الثلاث نجاحاً يعود إلى أسباب عدة: أولاً رَفَعت الاستعدادات المكثفة لهذا الحدث من المستوى التنظيمي، رغم أن هذا المستوى لم يصل إلى ذاك الذي تشتهر به الحفلات في طهران، وأيضاً فإن الأسعار المخفوضة نسبياً للتذاكر أسهمت في جذب الجمهور.
كذلك، فإن عاملاً إضافياً أسهم في إنجاح الحفلة وهو الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها سعيد سياحي وفرقته «الغدير» بين أبناء القومية العربية في إيران، كما أنّ شهرته تتجاوز العرب لتصل إلى القوميات الأخرى في إيران، إذ قدّم أكثر من دويتو غنائي مع كبار الفنانين الإيرانيين مثل الفنان الشهير علي رضا افتخاري، وضا حامي...
وكشف قائد الأوركسترا أحمد بيت سياح عن برنامج مكثّف لإقامة سلسلة من الحفلات الغنائية العربية في إقليم خوزستان، وأخرى في العاصمة طهران. ورأت الصحافة الإيرانية في هذه الحفلة الغنائية خطوة أساسية ومشجعة للفنانين العرب في إيران لتطوير الأغنية العربية «عبر استلهام خصوصيات القومية العربية»، التي تعدّ مكوّناً أساسياً من مكونات المجتمع الإيراني.
وقال الفنان علي كاروني: «كانت حفلة استثنائية، برهنت عن المستوى الرفيع للموسيقى والغناء العربيَّين وقدرتهما على الحضور في أرقى المستويات الفنية في إيران. ولا بد من الإشادة أيضاً بأشعار الأغاني التي كتبها شعراء عرب يعدّون من رموز الحركة الأدبية العربية في إيران، مثل ناصر حيدري وعباس الطائي...».
ويذكر أنّ سعيد سياحي من أبرز الفنانين العرب في إيران، وقد درس الموسيقى في لبنان، وأسس فرقة «الغدير» عام 1994. وشاركت فرقته في مهرجانات موسيقية بارزة في إيران مثل «مهرجان موسيقى المحافظات» ومهرجان «حوار الحضارات»، ونالت «فرقة الغدير» جوائز عدة في إيران نظراً إلى مزجها بين الخصوصية المحلية العربية والموسيقى الحديثة.