ودّع الجسم الصحافي اللبناني، أمس، الزميل سهيل عبود، أحد أبرز الصحافيين الذين واكبوا الأزمة اللبنانية منذ بداية السبعينيات حتى اليوم. وستتقبل عائلته التعازي اليوم وغداً في مدينة البترونربما هكذا أراد الزميل الراحل سهيل عبود أن يكون مأتم تشييعه في مسقط رأسه بقرية جاج ـــ قضاء جبيل. فقد كان تنوُّع المودّعين الذين حضروا المناسبة الحزينة، بعد ظهر أمس، دليلاً على تنوُّع فكر الراحل ودائرة أصدقائه. جميعهم تقريباً حضروا في جوّ من الرهبة تعزّزها فجاعة الموت من جهة، وصمت قريته الهادئة الراكنة في أعالي جرود جبيل من جهة ثانية. من الرفاق الشيوعيين القدامى، إلى زملاء جيله من صحافيي الزمن الجميل، وخصوصاً من رفاق دربه في جريدة «النداء» الذين حضروا، ولكل منهم ذكريات لا تحصى مع فقيدهم، وصولاً إلى أبناء قريته وجوارها، من دون الكلام عمن حضر، رغم أنه لم يعرف الراحل سهيل إلا بالاسم، ومن بينهم سياسيون يعتاشون شعبياً على مجرد المشاركة في الأفراح والأتراح.
ورغم كثافة الحضور السياسي والرسمي، كان الطابع الحاسم للتشييع شعبياً متواضعاً بامتياز، مع حضور رسمي ترجمه النائب خالد زهرمان ممثلاً الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، ورئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، والنواب السابقون: شامل موزايا وفارس سعيد والياس عطا الله، إضافة إلى ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، آمر فصيلة جبيل في قوى الأمن الداخلي الرائد فرانسوا رشوان، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، برفقة وفد حزبي ورموز شيوعيين سابقين. وقد مثّل نقابة المحررين الزميل طانيوس دعيبس، والزميل جورج بكاسيني ممثلاً تيار «المستقبل»، وفاعليات إعلامية ونقابية وفكرية وأهالي الفقيد.
وأقيمت صلاة الجنازة في كنيسة مار عبدا، وترأسها المونسنيور منير خير الله، عاونته مجموعة من الكهنة. وتحدث خير الله عن مزايا الراحل «وما قدمته بلدة جاج إلى الوطن على الصعد الإعلامية والقضائية والفكرية والسياسية». وقال: «اليوم نفتقد عزيزاً وصاحب قلم، فالراحل سهيل عبود غادر لبنان بعد التهديدات التي وصلته، فكان في الكويت رسولاً للبنان الثقافة والحضارة والحرية، وحظي بتقدير أبناء الكويت دولة وشعباً، وهو الذي عاش في بلدته بكرامة وحرية مرفوع الرأس، حاملاً لواء الحق والحرية، ولم يستسلم».
أما الزميل حسن الشامي، فقد ألقى كلمة باسم جريدة «القبس» الكويتية التي كان الراحل عبود سكرتير التحرير فيها، بينما تولّى الزميل طانيوس دعيبس إلقاء كلمة نقابة المحررين، قبل أن تتقبل عائلة الراحل التعازي. وأبرق الرئيس حسين الحسيني معزياً، وجاء في نص البرقية: «بفقد الصديق العزيز الصحافي سهيل عبود، خسرت الصحافة قلماً وطنياً راقياً نزيهاً، ساهم صاحبه بجهده وقلمه مساهمة كبيرة في مسيرة الوفاق الوطني وفي الدفاع عن وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات في أصعب ظروف المحنة اللبنانية. وإنني إذ أعبر عن حزني بفقده، فإنني أتقدم من نقابتي الصحافة والمحررين ومن رفاقه وذويه بأحر التعازي».
وفي الكويت، تلقت إدارة «القبس» برقيات تعزية من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ومن الديوان الأميري، إضافة الى عدد من المسؤولين الرسميين والسفراء المعتمدين في الكويت. كذلك نعته جمعية الصحافيين الكويتيين.