ما خلا استثناءات قليلة، اعتاد الفنان اللبناني خالد الهبر العمل خلال السنة استعداداً لإطلالة في فصل الشتاء، يقدّم فيها قديمه، إضافةً إلى أعمال جديدة، تعكس غالباً مواقفه الراهنة («عائد إلى حيفا» بعد عدوان تموز، و«كول» عن ثرواتنا النفطية المكتشَفة حديثاً، و«نحن في غزة بخير» بعد العدوان على غزّة...). هذه السنة، غيَّر صاحب «سنديانة حمرا» استراتيجيّته. بعد حفلته «الرسمية» مع فرقته الكاملة في قصر الأونيسكو (تشرين الأول/ أكتوبر الماضي)، كان لخالد أكثر من لقاء مع جمهوره المحلي، في إطار حميم (نادي «موجو») وآخر أوسع (عاليه). وفي السياق ذاته، تأتي سلسلة أمسياته في نادي «موجو» البيروتي، التي بدأها منذ حوالى أسبوعين، والموعد التالي مساء الأربعاء المقبل.
يهدف هذا النشاط غير المعتاد لخالد إلى لقاء جمهوره المحلّي المهاجر الذي يزور لبنان خلال عطلة الصيف، إذ لم يتسنَّ له في السنوات الأخيرة حضور حفلة للفنان الملتزم، مع العِلم أن الهبر أبقى على موعده الشتوي، إذ يعدّ لحفلة في الزمان والمكان الثابتيْن على أجندته (تشرين الأول المقبل في الأونيسكو).
هذا في لبنان. أمّا خارجه، فالوجهة ستأتي عربية للاحتفال بانتصار الثورات، والمحطة الأولى ستكون في تونس. بدعوة من «مهرجان القيْروان» (في مدينة القيْروان)، يحيي خالد الهبر، الذي لطالما حلم وناصر الشعوب العربية ضد الدكتاتوريات، حفلة وحيدة أمام جمهور «ثورة الكرامة» في 28 تموز (يوليو) الجاري. هكذا، بعد ربع قرن من زيارته الأولى إلى القيْروان تحديداً، يعود صاحب «أصنام العرب» إلى البلد الذي شهد سقوط أوّل صنم في المجموعة العربية الغنيّة بأمثاله.
ترافق خالد الهبر في حفلة «مهرجان القيْروان» فرقة لبنانية تونسية، إذ يشارك فيها من بيروت نجله ريّان الهبر، الذي يتولى في السنوات الأخيرة إعادة توزيع أغاني والده، وعازف البيانو جورج قسيس، فيما جرى تأمين باقي أعضاء الفرقة من تونس.
حتى الآن، باستثناء تونس، لم توجَّه أي دعوة رسمية إلى خالد الهبر من البلدان التي شهدت أو ما زالت تشهد انتفاضات شعبية. في المقابل، ثمة تمنيات كثيرة بمشاركة الفنان اللبناني فرحة الانتصار يطلقها على الإنترنت معجبون من مصر، حيث الثورة ألهمت خالد لحن «تحية إلى الشيخ إمام» من كلمات ريان الهبر.



20 تموز (يوليو) الحالي ـــــ «نادي موجو» (الحمرا، بيروت). للاستعلام: 70/796279
28 تموز (يوليو) ـــــ «مهرجان القيْروان» (تونس)