القاهرة| رغم كل ما يتردّد عن عودة دينا عبد الرحمن إلى قناة «دريم»، يبدو أن الإعلامية المصرية مصرّة على رفضها العمل، تحت رقابة ظن المصريون أنها لم تعد موجودة بعد رحيل حسني مبارك. لكن الواقع أثبت عكس ذلك. السبت الماضي، اتصلت عبد الرحمن باللواء حسن الرويني ضمن برنامج «صباح دريم»، فشنّ اللواء المصري هجوماً على عدد من الحركات السياسية، وخصوصاً «6 أبريل»، و«كفاية»، متهماً إياها بالتعاون مع جهات أجنبية. أثارت هذه المداخلة ردود فعل في الأوساط السياسية والإعلامية. وأبرزها ما كتبته الصحافية نجلاء بدير في جريدة «التحرير» صباح الأحد بعنوان «أنا فعلاً آسفة». في اليوم نفسه، قرأت دينا عبد الرحمن المقالة كاملةً في «صباح دريم». واستقبلت بعدها مكالمة هاتفية من خبير استراتيجي هو اللواء عبد المنعم كاطو. طلب منها هذا الأخير «عدم قراءة مقالات مماثلة على شاشة التلفزيون»، واتهم نجلاء بدير بأنها «مخربة أهانت المجلس العسكري».
وسرعان ما ردت عليه عبد الرحمن، طالبةً منه «تزويدنا بقائمة بالكتّاب ترى أنهم الأحق بقراءة مقالتهم على شاشة التلفزيون». بدا واضحاً أن عبد الرحمن تنتقد تدخلات كاطو، فوصلت أصداء هذه المكالمة «الساخنة» إلى مالك قناة «دريم» أحمد بهجت الذي تحاصره حتى الساعة سلسلة اتهامات، أبرزها دخوله في شراكة مع جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس المخلوع.
استدعى أحمد بهجت الإعلامية «المشاغبة» ولم يستمرّ اللقاء طويلاً، كما بقي مضمونه سرياً، بعدما رفضت عبد الرحمن الكشف عن طبيعة الحوار الذي دار بينهما، وإن كانت قد عبّرت عن استيائها من اللهجة الحادة التي قوبلت بها. هكذا قررت عبد الرحمن ترك القناة نهائياً بعدما قيل لها إن مذيعة أخرى ستقدّم البرنامج صباح الاثنين (أول من أمس). لكن ذلك لم يحصل لأن المرشحة البديلة جيهان منصور لم توافق على تسلّم وظيفتها الجديدة حتى الآن. فيما طالب الجمهور باقي نجوم القناة أي منى الشاذلي، ووائل الإبراشي، وأحمد المسلماني بالتضامن مع عبد الرحمن. لكن جميع هؤلاء أكدوا أن الأزمة في طريقها إلى الحلّ، وخصوصاً المسلماني الذي روّج كثيراً لهذا الخبر قبل أن تتحطّم آماله على «صخرة صمود» دينا عبد الرحمن.
وما أن انتشر الخبر حتى انطلقت حملات التضامن مع عبد الرحمن، ونجلاء بدير على فايسبوك. وانتقد المصريون على الشبكة العنكبويتة هجوم قيادات عسكرية على إعلاميتَين لمجرد أنهما عبرتا عن رأيهما. كما شهدت صفحة أحمد بهجت الشخصية هجوماً عنيفاً على هذا الرجل الذي تباهى طويلاً بأن قنواته كانت أول من تجرأ على انتقاد نظام مبارك. فيما طالب جمهور دينا بانتقالها إلى محطة أخرى وتحديداً قناة «التحرير». وتردد أن الإعلامية المصرية تلقت بالفعل عرضاً لتقديم برنامج صباحي هناك.
وتزامناً مع كل هذه الحملات، انطلقت دعوى لمقاطعة منتجات شركات أحمد بهجت، وفي مقدّمها قنوات «دريم» على خلفية هذه الحادثة. وكان لافتاً نتيجة استطلاع أجرته صفحة «ماد توك شو» بعنوان «هل توافق على مقاطعة قناة «دريم» بسبب موقفها من دينا عبد الرحمن؟»، إذ أعلن 251 موافقتهم على ذلك، فيما رفض 38 شخصاً حملة المقاطعة.