الرباط | الليلة، تعرض «القناة الأولى» في التلفزيون المغربي الحلقة الأخيرة لهذا الموسم من برنامج «مشارف». ويستقبل الزميل ياسين عدنان الروائي المغربي الميلودي شغموم، وسط حيرة وغموض يلفّ مستقبل البرنامج الذي أثار الجدل، وكاد يكون المحطة المضيئة الوحيدة على القناة الرسمية. هل يعود «مشارف» إلى الشاشة بعد موسم مضطرب، أدى إلى توقيف البرنامج ثمّ إعادة بثّه؟ أم أنّ إدارة التلفزيون ستتّجه إلى إبعاده عن هوائها؟ أسئلة كثيرة لم تتّضح إجاباتها بعد. لكن الأكيد أنّ هذا البرنامج الثقافي تمكّن، وخصوصاً في موسمه الأخير، من فتح آفاق جديدة للنقاش، بالتزامن مع «الربيع العربي» وتحركات شباب «20 فبراير» في المغرب.
وكانت إدارة التلفزيون الرسمي قد أوقفت «مشارف» في شهر أيار (مايو) الماضي بعد تسجيل حلقة مع عالم الاجتماع المغربي إدريس بنسعيد، تناولت الحراك السياسي والاجتماعي الذي خلقته «حركة 20 فبراير». ليعود البرنامج إلى الشاشة مستكملاً سلسلة حلقاته التي حملت عنوان «بلاغ السوسيولوجيا».
ماذا تضمّنت حلقة بنسعيد؟ ولماذا منع عرضها لأسابيع قبل الإفراج عنها؟ قدّم السوسيولوجي الشهير خلال المقابلة آراء جريئة حول طبيعة المجتمع المغربي، وآفاقه المستقبلية التي ستنتج من الحراك الاجتماعي. «هناك قوانين سوسيولوجية عامة... لكن فيها استثناءات... لا أرتاح كثيراً لكلمة الاستثناء المغربي أو التونسي أو اللبناني، وأفضل أن أتحدث عن مسارات مختلفة». بدا هذا التحليل مستغرباً على «القناة الأولى». الحديث عن «الاستثناء المغربي» يقع في صلب الخطاب الرسمي، وينظر لكل من يعارضه بعين الريبة. ولم يقف بنسعيد هنا، بل استفاض في الحديث عن دور الشباب المغربيين بعد تحركات «20 فبراير»، فقال: «الشباب الذين يمثّلون أربعين في المئة من المغاربة اتفق الجميع على أنهم عازفون عن السياسة، لكن بمعناها الانتخابي... لكنهم أخذوا المبادرة وغيّروا دفة الحياة السياسية إلى اتجاه آخر... إلى أفق استرجاع الكرامة الذي يتحول فيه الفرد إلى مواطن». إذاً، بدا كأن رياح النقد هبّت على «القناة الأولى».
لكن، ما لبث أن توقف البرنامج «اضطرارياً» بعد هذه الحلقة بسبب حملة «الاستفتاء» على مشروع الدستور. ثم عاد مجدداً إلى الشاشة مع الأنثروبولوجي إبراهيم الحيسن المنحدر من الأقاليم الصحراوية. كان الحوار جريئاً وتطرّق إلى القضية الصحراوية، معلناً أنه «لا يجب اختزالها دائماً في بعدها السياسي...». ويبدو أن حلقة الحيسن أزعجت المسؤولين، فلم تنشر على موقع القناة الإلكتروني كما يحدث عادةً مع الحلقات الأخرى. لكن ذلك لم يمنع عدنان من استكمال حلقاته «المشاغبة»، فاستضاف الصحافية سناء العاجي المعروفة بعمودها الشهير في مجلة «نيشان». وكانت هذه الأخيرة قد وقفت أمام القضاء المغربي بعدما كتبت تحقيقاً عن سخرية المغاربة من الثالوث المحرم في المغرب أي الجنس، والدين، والملكية. حلقة العاجي لم تخل هي الأخرى من انتقاد لـ«الشعبويين»، متطرقةً إلى التصرفات التي تسكن لاوعي المغاربة. بعدها، استضاف «مشارف» الأكاديمي وعضو المكتب السياسي في حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» حسن طارق المعروف بمواقفه الجريئة هو الآخر... بعد كل هذا، يبدو مشروعاً السؤال عن عودة البرنامج في الموسم المقبل!

الليلة 01:15 على شاشة «القناة المغربية الأولى»