الجزائر| أمس كان الجزائريون على موعد مع الحلقة الأولى من الجزء الثالث من مسلسل «جمعي فاميلي». وهذا الأخير «سيتكوم» تحوّل خلال ثلاث سنوات إلى ضيف دائم على شاشة «التلفزيون الجزائري»، الذي يعرضه في وقت الذروة، أي مباشرةً بعد الإفطار. مخرج المسلسل هو جعفر القاسم، الذي بدأ حياته الفنية مصوّراً في برنامج صباحي على التلفزيون الرسمي، ثمّ هاجر إلى فرنسا وعمل هناك، قبل أن يتحوّل إلى أحد أبرز المخرجين الواقفين خلف الكاميرا في الجزائر. وها هو اليوم يعدّ ـــــ إلى جانب الجزء الثالث من «جمعي فاميلي» ـــــ فيلماً سينمائياً يروي سيرة بطل من أبطال ثورة التحرير الجزائرية، وهو العقيد لطفي.
وكان القاسم قد أنهى تصوير حلقات السيتكوم الكوميدي قبل شهر تقريباً، واتفق مع دائرة البرمجة في «التلفزيون الجزائري» على عرض العمل مباشرة بعد أذان الإفطار. معروف أن العائلات الجزائرية لا تزال تشاهد قناتها الرسمية في هذا الوقت تحديداً، بينما تنتقل في باقي الأوقات من فضائية عربية وحتى فرنسية إلى أخرى لمتابعة المسلسلات والبرامج التي تعرضها.
تدور أحداث «جمعي فاميلي» حول أسرار عائلة بسيطة: يعمل الوالد سائق سيارة أجرة (يؤدي دوره الممثل صالح أوقروت)، مع زوجته (الممثلة سميرة صحراوي) وأربعة من أبنائه، ابنين وبنتين. ويصور العمل المفاجآت الكبيرة والمواقف المدهشة التي تصادف أفراد العائلة في حياتهم اليومية. مثلاً نتابع في إحدى الحلقات استضافة العائلة لأشخاص غريبي الأطوار، أو معاناتهم مع أحد الجيران البخلاء، أو صراعهم مع إحدى قريباتهم على ملكية البيت. كل ذلك في إطار كوميدي متنوع، علماً بأن الجزء الثالث، سيشهد تغييراً لم يكن معتمداً في الجزءين السابقين، إذ ينتقل أفراد العائلة من داخل البيت إلى الفضاء الخارجي، من خلال مطاردة بوليسية لهم عقب اتهامهم بالسطو على مجوهرات وأموال.
وكان العمل في جزئه الثاني، قد تعرض لمقص الرقيب لدرجة إلغاء حلقة بكاملها تحدثت عن البترول وأرباحه التي يستفيد منها عدد من رجال السلطة في الجزائر. وتطرقت هذه الحلقة إلى موضوع «اكتشاف بئر بترول» في صالون العائلة، تقرر على أثرها العائلة بيع البيت في المزاد العلني، فيتهافت رجال أعمال وأثرياء من الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين والخليج العربي، ليرسو المزاد على رجل أعمال سعودي. ويصوّر المخرج هذا الأخير بصورة رجل خليجي يبحث عن طريقة للسيطرة على الموارد الطبيعية في الجزائر. لتنتهي الحلقة بصوت إحدى بنات عائلة جمعي وهي تقول «دار الجدود لا تباع و لا تشرى». وقد عدّت السلطات الجزائرية هذا الموضوع بمثابة «إساءة» إليها وإلى علاقاتها مع السعودية.
وهذه الرقابة تحديداً هي التي جعلت المخرج جعفر قاسم، بحسب عدد من المقربين، يبتعد عن المواضيع السياسية الشائكة، مكتفياً بالكوميديا الاجتماعية و... الرياضية.