بغداد | خمس فضائيات عراقية دخلت السباق الرمضاني، أول من أمس، من خلال مجموعة من المسلسلات المحلية والعربية بهدف جذب أكبر نسبة من المشاهدين، في ظلّ الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في البلاد. والمحطات هي: «العراقيّة»، و«السومريّة»، و«الشرقيّة»، و«البغداديّة»، و«الرشيد». تتنوّع الأعمال الدرامية العراقية بين تلك التي تعالج قضايا مستوحاة من الماضي القريب، وأخرى تضيء على الواقع العراقي حالياً، طبعاً إلى جانب برامج التسلية والأعمال الكوميدية.البداية مع «العراقية» (شبه الرسمية) التي تخوض سباق الموسم بمسلسل كوميدي

هو «ابن نعناعة» وثلاثة أعمال اجتماعية هي «غربة وطن»، و«سنوات تحت الرماد»، و«الهروب المستحيل». ويبقى هذا الأخير الأبرز بما أنه يجمع نخبة من نجوم الفنّ العراقيّ، بينهم سامي قفطان، وآسيا كمال، وهيثم عبد الرزاق، وسمر محمد، وميلاد سري، وأسماء صفاء، وفارس عجام. وهو من كتابة حامد المالكي، وإخراج عزام صالح. تدور أحداث العمل في تسعينيات القرن الماضي الذي شهد هروب آلاف العراقيين إلى الدول الغربية. هكذا نتابع قصص العائلات العراقية في الغربة، ومشاكلهم...
قناة «السومريّة» من جهتها تعرض مسلسل «طائر الجنوب» (نص باسل شبيب وإخراج علي أبو سيف) الذي يروي قصصاً عن الحرب والحبّ على جبهات القتال... كما نتابع على المحطة نفسها مسلسل «عائلة سبايكي» الكوميدي الساخر، الذي يروي قصة عائلة مكونة من ثلاثة صبيان وفتاة وزوجة مريضة وأب في الستين من العمر ينحدر من أصول ريفيّة.
من جهتها، تعرض قناة «الشرقيّة» مسلسل «فلوس بوك» الذي يتناول التظاهرات في العالم العربي لكن بأسلوب ساخر. إلى جانب مسلسل «فاتنة بغداد» عن حياة الفنانة العراقيّة عفيفة إسكندر. ولكن يبقى العمل الأبرز على هذه الفضائية هو «الباب الشرقي». يروي هذا الأخير قصصاً عن تظاهرات شباب العراق منذ يوم 25 شباط (فبراير) الماضي، وما تلاها من تضييق وانتهاكات للحريات. ولكن سؤالاً ملحاً يطرح نفسه بعد مشاهدة الفواصل الإعلانية للمسلسل: لماذا أصرّ المخرج باسم قهار على أن يصوّر المتظاهرين في المسلسل وهم يحملون العلم العراقيّ القديم؟ وهو طبعاً مشهد مخالف لحقيقة ما جرى في ساحة التحرير منذ انطلاق التظاهرات. مؤلف المسلسل عبد الخالق كريم يقول لـ«الأخبار» إنّ على الدراما العراقية مناقشة اللحظة الراهنة «لأنّنا نعيش في زمن تفشّى فيه داء الطائفيّة والعرقيّة». ويضيف: «الرسالة الأبرز التي يحملها المسلسل هي صدق هتافات ساحة التحرير وضرورة الحفاظ عليها لأنّها الخطوة الأولى لإصلاح ما أفسده الساسة». ويتوقع أن يثير «الباب الشرقي» الكثير من «الجدل والسجال والتشكيك والاتهام».
أما فضائية «البغدادية» فتعرض خمسة مسلسلات هي: «أيوب» الذي يضيء على مرحلة سقوط صدام حسين، و«طيور فوق أشرعة الجحيم» الذي يروي قصصاً عن عصابات سرقة الأطفال. كما نشاهد مسلسلات «وكر الذيب»، و«قيس وليلى» (كوميدي)، و(أبو طبر) الذي يروي حياة السفاح العراقيّ المعروف في سبعينيات القرن الماضي، والذي يحمل الاسم نفسه. وحتى الساعة يبدو أن هذا العمل سيثير الجدل. ويقول مؤلفه حامد المالكي: «رغم أن أحداً لم يشاهد العمل بعد، إلا أن قناة «الشرقيّة» وجريدة «الزمان» فتحتا حرباً ضدّه. كما أنّ عائلة أبو طبر رفعت دعوى قضائيّة ضدّنا، ويقولون إنّ ابنهم كان ضحية مؤامرة كبيرة في حينها...».
وكما كانت الحال في السابق، تبتعد قناة «الرشيد» هذا العام أيضاً عن الدراما الاجتماعية مركّزة في برمجتها على الأعمال الترفيهيّة. هكذا نشاهد الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «عزوز وتمارة»، إلى جانب الفوازير العراقيّة «ألف ليلة وليلة»، والمسلسل البدوي «دموع القمر».
يقول الناقد الفنيّ سامر المشعل إنّ أغلب الأعمال الدرامية العراقية هذا العام، «يغلب عليها الطابع السياسيّ المباشر مثل «فلوس بوك» و«الباب الشرقي»... الدراما التي تحمل نقداً سياسيّاً بأسلوب لاذع، تتناغم بلا شك مع السخط الجماهيريّ الواسع لدى العراقيّين ونقمتهم على الأداء الحكوميّ والانقسامات السياسيّة» ويضيف: «هكذا ستلاقي هذه الأعمال نجاحاً إلى «أبو طبر» و«فاتنة بغداد»... حتى إنني أظن أنّ الطبقة السياسيّة نفسها ستتابع الأعمال التي تنتقدها باهتمام بالغ». وعن تقويمه لطبيعة المسلسلات المعروضة، يقول المشعل: «إنّ الذين يعملون في قطاع الدراما سيصبّون جام غضبهم على السياسيّين العراقيّين في صورة تخلو من أي بصيص أمل، أكثر من تعبيرهم عن تطلّعات العراقيّين في الداخل وسخطهم الشعبيّ ووجعهم».



«إساءة لمحمود درويش»

أصدرت «مؤسسة محمود درويش» بياناً أعلنت فيه أن «لا علاقة لها بمسلسل «في حضرة الغياب» (الذي يروي سيرة الشاعر محمود درويش) أو بالقائمين عليه، وأنها ترى فيه إساءة للشاعر (محمود درويش ــ الصورة) وصورته (...) وهو الموقف الذي قامت المؤسسة بإبلاغه للقائمين على إنتاج المسلسل، وتعود لتأكيده عبر دعوتها الى وقف عرض العمل». وأضافت المؤسسة أن «غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية (...) هو الذي سمح بتجرّؤ البعض على إرث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره على الشاشة أو من خلال الالتفاف على إسمه (...) وهو ما ستعمل المؤسسة على التصدي له في إطار القوانين والأعراف المرعية».