غزة | ما زال مديرا «مسرح الحرية» عدنان نغنغية وبلال السعدي وبعض العاملين في المسرح رهن الاعتقال في سجن الجلمي في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، من دون السماح لمحامي المسرح الاطلاع على الأسباب المتعلقة بخلفية اعتقالهم. جاء ذلك بعدما دهمت قوات الاحتلال المسرح في مخيم جنين، فجر السابع والعشرين من تموز/ يوليو، من دون معرفة الأسباب.القائم بأعمال المدير العام جاكو غوخ البريطاني الجنسية وصف عملية الهجوم بـ«المثيرة للاشمئزاز»، مشيراً إلى أنّ السبب انتقامي يهدف إلى وقف العروض التي تقام في المسرح، وتحمل رسالة مطالبة بمنح الشعب الفلسطيني حريّته. وأضاف أنّ إسرائيل تريد إخفاء وجهها البشع للعالم الذي يظهر من خلال العروض التي يقدّمها هذا المسرح الملتزم بالقضية الفلسطينية. واستغرب اقتحام مسرح مماثل يُعَدّ مؤسسة دولية؛ لكونه يجمع ممثلين مسرحيين فلسطينيين، ومديرين محليين، وفنيين من جنسيات مختلفة سويدية وبرتغالية وأميركية وبريطانية. وتابع بأنّه تلقى اتصالاً هاتفياً أبلغه بأنّ الجيش الإسرائيلي كان موجوداً في المسرح وأنّ جنوداً يرشقون المبنى بالحجارة.
أمّا معتز الصيفي، أحد طلاب المسرح الذي يعدّ هذا الفضاء بيته الثاني، ويقيم فيه أكثر مما يقيم في بيت أهله، فقد عزا الاقتحام إلى خوف الإسرائيليين من هذا المسرح السياسي الذي يمثّل امتداداً لمسرح «الحجر» الذي تأسّس في أواخر الثمانينيات على يد الناشطة الإسرائيلية آرنا مير خميس، في رسالة أرادتها مناهضة للاحتلال والصهيونية ومدافعةً عن حقوق الشعب الفلسطيني. علماً بأنّها أيضاً أم المسرحي جوليانو خميس الذي اغتيل أمام عتبة «مسرح الحرية» في نيسان (أبريل) الماضي، ما دفع أحد تلامذته، قيس السعدي، إلى استذكار الحادثة، ظناً أنّ الاقتحام جاء لاستكمال عملية التحقيق في اغتيال مدربه.
عملية الهجوم هذه توقّعها المدرب المسرحي فيصل أبو الهيجا لسببين مختلفين: أولهما تهديدات الجيش الإسرائيلي المستمرة لمخيم جنين حيث يقع المسرح، وثانيهما أنّ إسرائيل تنبّهت أخيراً للانتفاضة الثقافية التي أطلقها المسرح الفلسطيني، منذ وصلت عروضه إلى مختلف أنحاء العالم.
وهنا، يعطي مثالاً مسرحية «شو كمان؟» التي تعرض بأسلوب هزلي وساخر كافة الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. علماً بأنّ «شو كمان؟» عرضت أخيراً ضمن عروض 11 دولة خلال مهرجان مسرحي أقيم منذ فترة في فرنسا، وستحلّ قريباً على ألمانيا. وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قد رفضت تأكيد أو نفي خبر رمي جنود إسرائيليين الحجارة على المسرح.