عكا | عندما كانت ناي البرغوثي في السادسة، رافقت والدتها صفاء طميش البرغوثي إلى تدريبات جوقة «أوج» الموسيقية التابعة للمعهد الوطني الموسيقي في رام الله، وكانت الجوقة آنذاك بقيادة الموسيقي الفلسطيني خالد جبران وإشرافه. خلال أحد التدريبات، طلب جبران من أعضاء الجوقة التدرّب على عمل في غاية الصعوبة. خلال الاستراحة، توجهت والدة ناي إلى خالد ناقلةً له رغبة ابنتها في أن تُسمع خالد العمل بصوتها. وكانت المفاجأة أن الطفلة نجحت تماماً في المهمة. ناي التي تعمل منذ عام تقريباً مع الموسيقي الفلسطيني خالد جبران، وتتدرب معه على نحو مكثف في القدس المحتلة، ستقدّم عرضها الأول في «قصر رام الله الثقافي» ليلة 13 آب (اغسطس). كذلك، سوف تلتقي في القاهرة بأحد أعضاء الجوقة أيضاً. إنّه الفنان تامر أبو غزالة الذي سيرافق عرضها في العاصمة المصرية (25 آب/ أغسطس) ضمن مهرجان «حيّ» الموسيقي بتنظيم من «مسرح الجنينة» التابع لمؤسسة «المورد».
تحت عنوان «مُنيتي» وبتنظيم من «مركز الفنّ الشعبي» في رام الله، يقام العرض الموسيقي الغنائي الأول لناي البرغوثي، لماذا «مُنيتي»؟ نقرأ في التعريف عن العرض: «في حراكهم من أجل اكتشاف ونقد وإعادة بلورة الهوية، قد يغرق الشباب أحياناً في إقليميةٍ تعزلنا قسراً عن موروثنا وواقعنا الثقافي والحضاري العربي. فيتحدثون أحياناً عن «تراث فلسطيني» وعن «فن فلسطيني» وحتى عن «حضارة فلسطينية»، كأنها جميعاً منفصلة عن سياقها أو ليست مكونات عضوية في نسيج التراث والفن العربي والحضارة العربية. إن هذا العرض الغنائي يجسد أمنية في المساهمة في البحث عن الجذور، لا لتصنيمها بل لاستلهامها وإعادة الاعتبار من خلالها لموروثنا الغنائي الغنيّ والملهم، بالذات لدى قطاع الشباب الذي يمثل الغالبية الساحقة في مجتمعنا الفلسطيني».
سوف تقدم ناي برفقة خالد جبران (بزق وعود)، وسامر بشارة (قانون)، وأسامة بشارة وفادي حنّا (إيقاع)، وتشارلي صفية (كمان) وبتينا زبيدي (تشيلو)، في رام الله، 10 أغنيات لكلّ من أم كلثوم، وفيروز، ومحمد عثمان، وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب، علماً بأنّ إطلالتها الطربية الأولى كانت في رام الله العام الماضي مع الموسيقي سيمون شاهين. يومها، غنّت «افرح يا قلبي» لأم كلثوم. وفي عرض غنائي آخر نهاية العام الماضي، قدمت أغنية «ليالي الأنس في فيينا» لأسمهان. ترعرعت ناي في بيت فنّي، والدتها صفاء طميش إحدى المغنيات الرئيسيات في فرقة «الفنون الشعبية الفلسطينية» ووالدها عمر البرغوثي (أحد مؤسسي حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها). انضمت الفنانة الصغيرة إلى فرقة القدس التابعة للمعهد الوطني للموسيقى في القدس كعازفة فلوت، وتعلّمت العزف الشرقي، ما يساعدها في الغناء.
درست أيضاً الموسيقى الغربية، وفي رصيدها اليوم ستّ مقطوعات من تأليفها. الأولى حملت اسم «جنين» كتبتها خلال اجتياح المخيم عام 2002. تقول ناي لـ«الأخبار»: «لم أفهم تماماً ماذا يحصل في جنين يومذاك، إلا أني تأثرت بالصور التي بثّها التلفاز، فقررت أن أعمل على مقطوعة موسيقية أهديها إلى أهلي هُناك».
بعد عرضها في رام الله، ستسافر ناي البرغوثي إلى القاهرة، يرافقها تامر أبو غزالة (تلميذ خالد جبران أيضاً). عن هذا العرض تقول: «سأغني في بلد جاء منه كلّ من يمثّلون مثالي الأعلى في الموسيقى، من أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، إلى سيد درويش وغيرهم».
رهانات كثيرة ترافق ناي البرغوثي التي تبلغ الخامسة عشرة في أيلول (سبتمبر) المقبل. ولا شك في أن الطريق ستكون طويلة، حافلة بالمفاجآت التي ستحملها لنا الفتاة الموهوبة، أو «الظاهرة» كما وصفها مرةً خالد جبران.

«منيتي» مع ناي البرغوثي ــــ الليلة عند الثامنة والنصف ــــ «قصر رام الله الثقافي» (فلسطين المحتلّة). للاستعلام:
0097022403891



ستّ مقطوعات

حازت ناي البرغوثي الجائزة الأولى للعزف لسنتين متتاليتين في «مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى» لعام 2006
و2008، والمرتبة الثانية لعام 2010 ضمن الفئة الوسطى. ألّفت ناي ست مقطوعات موسيقية لآلة الفلوت، بالإضافة إلى العزف والتأليف. شاركت ناي ضمن مهرجان الجاز في باريس 2010 ضمن فرقة «مقامات القدس».