القاهرة | «الشعب يريد أخلاق الميدان»، شعار رفعه المتظاهرون في ميدان التحرير بعد إطاحة حسني مبارك، في إشارة إلى التعاطي الأخلاقي بين المصريين خلال الثورة. اليوم، يبدو أن القطاع الدرامي بات يحتاج إلى رفع هذا الشعار. هذا القطاع الذي اكتشف فجأة أن كل المسلسلات التي قدّمت لم تعد تناسب مزاج المصريين بعد الثورة، فوجئ بحادثتَين غريبتَين عن السوق الدرامية المصرية.الحادثة الأولى تتعلّق بالجزء الثاني من مسلسل «الكبير أوي»، المؤلف من 15 حلقة، وهو من إنتاج «شركة آد لاين»؛ إذ باعت هذه الأخيرة حق العرض لمجموعة من القنوات بينها «التحرير»، و«المحور»، و«التلفزيون المصري»... ولكنها فوجئت بعرض محطة «بانوراما دراما» للعمل رغم عدم حصولها على حقوق البثّ. وسرعان ما اتّضحت أسباب هذه الأزمة: حصلت «بانوراما دراما» العام الماضي على حقّ عرض المسلسل. لكن الإصابة الشهيرة التي تعرض لها بطل العمل أحمد مكي أدّت إلى عرض 15 حلقة من أصل ثلاثين، ثمّ استكمل التصوير لاحقاً، واتُّفق على عرض الـ15 حلقة الباقية في الموسم الحالي. هكذا رأت «بانوراما دراما» أن عقدها الموقّع مع الشركة المنتجة يخوّلها عرض 30 حلقة، أي المسلسل كاملاً، فيما رأت الشركة المنتجة أنه كان يجب على القناة أن تجدد العقد.
لكن بغض النظر عن «سوء الفهم» هذا، يبقى السؤال الأخطر هو: كيف حصلت المحطة على الحلقات الـ15 الجديدة؟ تبدو الإجابة واضحة، هي أن أحد العاملين في المسلسل أو في القنوات التي اشترت حقوق بث الجزء الثاني، نسخ الحلقات وسرّبها إلى «بانوراما». واللافت أن المسؤولين في هذه الأخيرة التزموا الصمت حيال هذه «الفضيحة». أما «شركة آد لاين»، فلمّحت إلى أن الحلقات سُرقت من قناة «نايل كوميدي» التابعة لـ«التلفزيون المصري» من دون أن يصدر أي موقف رسمي عن المسؤولين في «ماسبيرو».
الحادثة الثانية كان ضحيتها المنتج محمود بركة الذي يقدم هذا العام مسلسلَي «الريان»، و«خاتم سليمان». وباع حق عرضهما في الخليج لقناة جديدة هي «أرابيا»، على أن يحق لهذه الأخيرة تسويق المسلسل لأي محطة خليجية أخرى. لكن بركة فوجئ بأن «أرابيا» باعت المسلسل لقنوات «ميلودي دراما» المصرية. وقد استفادت هذه الأخيرة من فرق السعر؛ لأن الشراء من المنتج الأصلي أغلى من التعاقد مع وسيط. هنا، برزت مشكلة جديدة، هي أن «ميلودي» ليست قناة خليجية، وبالتالي فإن حصولها على حق العرض منافٍ للعقد الموقع بين بركة و«أرابيا». غير أن مالك «ميلودي» جمال مروان وجد سريعاً حلّاً «احتيالياً»، فغيّر اسم محطّته إلى «أرابيا دراما».
وفي انتظار أن يفصل القانون في نزاعات رمضان هذا العام، ينتظر الجميع صدور قانون يحمي الحلقات التلفزيونية من محاولات عرضها بنحو غير قانوني.