القاهرة| ماركة «رمضان الثورة» مطبوعة في كل ميدان. ولأنّه لا يحلو الكلام في مصر الآن إلا بذكر الثورة، فقد جاءت الأمسيات الفنية الخاصة برمضان، لتقدّم أغنيات وموسيقى عن الحرية والشهداء حتى مطلع الفجر . «فرقة التنورة للفنون التراثية» أعرق الفرق الشعبية المصرية (1988) تقدّم عادةً خلاصة الموسيقى الشعبية والصوفية إيقاعاً وإنشاداً على «مسرح وكالة الغورى» في القاهرة الفاطمية (ثلاث مرات أسبوعياً) محتفظةً برؤاها الفلسفية عن العشق الإلهي، ومديح النبي محمد، لكن هذا العام، ضمّت إلى أعلام تنورتها الصوفية المتوارثة، ألوان العلم المصري.
ويزيد الراقص «اللفيف» من حركته الدائرية (على الطريقة المولوية) لتحية الجمهور المحلي والأجنبي. «تبدو أماسي هذا العام مبهجةً أكثر بسبب الثورة. حتى إحساس الجمهور مختلف»، يقول منشد الفرقة سعيد الموجي.
في كل الرمضانات السابقة، كان ضباط أمن الدولة يحجزون مقاعدهم مقدماً في خيمة «جمعية النهضة العلمية والثقافية» في جيزويت القاهرة. اليوم، تنبسط أسارير منسق الفن في الجمعية حسن شعراوي، إذ إنّ الثورة وقعت، وبات ممكناً لمحبي «الجيزويت» أن يسمعوا موسيقى صوفية (المنشد علي الهلباوي)، مع الترانيم القبطية التي يؤديها ماهر فايز، إضافةً إلى حفلات فرقة «بركة»، التي تغني الحرية، مستعيدةً كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم، وألحان الشيخ إمام.
‏«ساقية الصاوي» عامرة هذا الشهر بالأمسيات الموسيقية التي تخيّم عليها الثورة. على مدار يومين، قدمت فرقة «ليبرتي جاز» النيجيرية تحيةً إلى الثورة المصرية بعنوان «نيجيريا تريد أن تعمّق علاقاتها مع مصر الثورة». كثيرة هي حفلات «الساقية»: فرقة «الحضرة» المصرية قدمت أخيراً أمسية من الإنشاد الصوفي عن الثورة والقدس. فنان العود العراقي نصير شمة، الذي نزل إلى ميدان التحرير أيام الثورة، قدّم منذ أيام في «الساقية» مجموعة من مقطوعاته عن «ثورة 25 يناير» كان أكثرها تأثيراً في الجمهور واحدة بعنوان «مصير واحد».
وفي مناسبة «ثورة 25 يناير»، تنوّع «الساقية» في برنامجها بين الموسيقى والمسرح لاستيعاب رغبة الجمهور. فرقة «كيو» قدمت مسرحية «مأساة الحلاج» لمخرجها أحمد سيف. فيما قدّمت فرقة «سوء تفاهم» العرض المسرحي «ثورة الزنج» لمعين بسيسو. الكاريكاتور حاضر أيضاً من خلال معرض «ثورة الكاريكاتور» الذي تحتضنه «الساقية» ويضم قرابة 600 لوحة عن الثورة لحجازي وجورج بهجوري. وعشية رمضان، افتتحت فرقة المولوية المصرية مهرجان «فوانيس» تحت شعار «مصر روحها في رمضان». منشد الفرقة عامر التوني توجّه إلى الجمهور قائلاً إن الفرقة كلها من ثوار ميدان التحرير، لتبدأ فرقته رقصاتها وأناشيدها الصوفية.