القاهرة | مع انطلاق العام الجاري كان نجوم الصفّ الأول في مصر جاهزين لتصوير مسلسلاتهم الرمضانية. لكن اندلعت «ثورة 25 يناير»، وجمّدت كل هذه المشاريع. هكذا غاب عن الشاشة يحيى الفخراني، ومعه يسرا، وإلهام شاهين... وحدها ليلى علوي تمكّّنت من الصمود في وجه التغييرات التي فرضتها الثورة.غير أن هذه النجمة المصرية لم تكن قد حدّدت خياراتها الفنية عند انطلاق الثورة، فبعدما وافقت على بطولة مسلسل يجسّد حياة الصحافية والممثلة روز اليوسف، لم يعجبها النصّ، فعادت ورفضته. كذلك كانت تعتزم المشاركة في عمل للسيناريست محمد رفعت، لكنّ المشروع توقّف لأسباب إنتاجية. ثمّ عرضت عليها شركة «العدل غروب» بطولة مسلسل «الشوارع الخلفية» (المقتبس عن رواية «الشوارع الخلفية» للأديب عبد الرحمن الشرقاوي)... فوافقت على الفور. لكن التصوير تأخّر ولم ينطلق إلا في شهر حزيران (يونيو) الماضي، لينتهي قبل ثلاثة أيام فقط أي بعد مرور 12 يوماً على شهر رمضان.
النص الذي تدور أحداثه في ثلاثينيات القرن الماضي، نال إعجاب علوي فور قراءته. وشخصية «سعاد هانم» التي تجسّدها جذبتها «رغم صعوبة الإعداد لها من ناحية الملابس والأكسسوارات» تقول في حديثها لـ«الأخبار»، مضيفةًَ أن الأهم هو أن «المسلسل سيساهم في إنعاش السوق الدرامي المصري الذي عاني كثيراً هذا العام». لهذا السبب تحديداً، تقول علوي إنها لم تجد حرجاً في خفض أجرها.
لكن هل تغيّر النص بعد اندلاع الثورة؟ تنفي النجمة المصرية ذلك، معلنةً أن المسلسل كان جاهزاً قبل الثورة «ثم تحركت شركة «العدل غروب» لإنتاجه بعد الهدوء النسبي الذي شهده الشارع المصري عقب تنحي مبارك». وقد تولّى المهمة المخرج جمال عبد الحميد، وتم تصوير معظم المشاهد داخل «استديو أحمس». وقد تكون قلة المشاهد الخارجية ساعدت في تصوير العمل بسرعة قياسية.
ورغم أن الأحداث تدور في ثلاثينيات القرن الماضي، شعر المشاهد بأن أحداثه مرتبطة بـ«ثورة 25 يناير». تؤكد ليلى علوي ذلك قائلةً «رواية «الشوارع الخلفية» رصدت بدايات نضال العمال والطلاب في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي. وقتها تحرك الشعب المصري مجدداً ضد الاحتلال الإنكليزي بعد 15 عاماً على ثورة 1919». وتضيف: «يبدو أن ثورات المصريين تتشابه دائماً في الملامح، وهو ما أعطى انطباعاً بأن العمل يرمز إلى احتجاجات في ميدان التحرير».
وإلى جانب العنصر السياسي، ترى النجمة المصرية أنّ المسلسل يحتوي على عناصر قوة أخرى منها طبيعة العلاقة التي تربط بطلَي العمل أي «سعاد هانم» (ليلى علوي)، و«شكري بيه» (جمال سليمان). و«الشوارع الخلفية» يرصد القيم الاجتماعية التي كانت سائدة في مصر خلال تلك الحقبة. ورغم تعدد الأبطال في المسلسل، تؤكد ليلى علوي أنها لم تتردد للحظة في الموافقة، كما لم تطلب زيادة مشاهدها.
وماذا عن رد فعل الجمهور على المسلسل حتى الساعة؟ تعلن علوي سعادتها بتجاوب الناس مع العمل، ومع الشخصية التي تؤديها
«سعاد هانم تمثل للمشاهدين نموذجاً إيجابياً للسيدة المصرية الأرملة التي تتحدّى كل الظروف لتربية طفليها، فتعمل في مجال حياكة الملابس، وتحاول مساعدة كل من حولها... وتربطها علاقة إعجاب بضابط في الجيش المصري رغم معارضة بناته». وعن عرض المسلسل على ثلاث شاشات فقط تقول علوي إن الأمر مرتبط بالشركة المنتجة «والمسلسلات الجيدة لا يتابعها الجمهور في رمضان فقط، بل إن إعادة عرضها على القنوات الفضائية طيلة العام أفضل بكثير من بثّها على عدد كبير من المحطات في رمضان فقط».
من جهة أخرى لم تطلّ ليلى علوي بعد في أي من البرامج الرمضانية إلا «نصف الحقيقة» على شاشة cbc. أما السبب فهو انشغالها في تصوير «الشوارع الخلفية» «كما أن صداقتي بمقدمة «نصف الحقيقة» لميس الحديدي، شجّعتني على المشاركة في البرنامج، وتفضيله على برامج أخرى». وماذا عن مواقفها السياسية التي أطلقتها في الحلقة؟ ترفض علوي التعليق على الموضوع «لا يمكن أن أضيف أو أعلّق على الأمر... خصوصاً أنني غير مهتمة بزيادة الجدل حول مواقفي، بل ما يهمّني هو الفن الذي أقدّمه للجمهور».
وكانت علوي قد أكدت في لقائها مع الحديدي أنها لم تظهر خلال الثورة، ولم تدلِ بتصريحات لأنها تحولت إلى «ربة منزل وأم مثل باقي المصريات... ولم أجد مبرراً للتعليق على الأحداث وفضّلتُ المراقبة عن بُعد لأن كل الآراء كانت تتغير». ونفت أن تكون قد استفادت من علاقة المصاهرة التي تجمعها بأسرة الرئيس المخلوع، لكنها رفضت محاكمته بسبب تقدمه في السن.



النجوم العرب اجتاحوا القاهرة

في العام الماضي دافعت ليلى علوي عن مشاركة عابد فهد في مسلسلها الرمضاني «كابتن عفت». وقالت وقتها إن الممثل السوري نفّذ مهمّته بنجاح. وأضافت أن باقي النجوم المصريين كانوا مرتبطين بأعمال درامية أخرى. هذا العام جلس معظم النجوم في المنزل، ليشاركها بطولة «الشوارع الخلفية» النجم السوري جمال سليمان. وترى ليلى علوي أنّ الوقت قد حان لإعطاء فرصة للممثلين العرب، خصوصاً هؤلاء الذين نجحوا في الأعمال المصرية. ولعلّ ما ساعد في اختيار سليمان هو أنهّ كان مرتبطاً بعقد مع شركة «العدل غروب» المنتجة لمسلسل «الشوارع الخلفية» حتى قبل أن يعرض العمل على ليلى علوي.
لكن جمال سليمان ليس النجم العربي الوحيد الذي يطلّ في المسلسلات المصرية هذا العام، بل إن اللائحة تطول لتشمل نجوماً سوريين، ولبنانيين، وتونسيين... هكذا تلعب اللبنانية نيكول سابا دور البطولة في مسلسل «نور مريم» للمخرج إبراهيم الشوادي. كذلك تجسدّ كارول سماحة شخصية صباح في المسلسل المصري ـــــ اللبناني «الشحرورة». ويقوم النجم السوري تيم حسن ببطولة مسلسل «عابد كرمان» الذي تأجّل عرضه العام الماضي لأسباب رقابية. أما السورية جومانة مراد فتلعب دور البطولة في مسلسل «إعادة نظر». كذلك تشارك التونسية فريال يوسف فى بطولة «خاتم سليمان»، والأردنية مي سليم فى مسلسل «مكتوب على الجبين»...
وكانت الساحة الدرامية المصرية قد شهدت في السنوات الأخيرة نقاشاً محتدماً حول السماح للنجوم العرب في المشاركة في المسلسلات المصرية. وعاد هذا النقاش هذا العام إلى الواجهة بعدما أعلن المشرف على «التلفزيون المصري» اللواء طارق المهدي إنّ أولوية العمل في «ماسبيرو» ستكون للنجوم والمخرجين والفنيّين المصريين. لكن الفنانين في «هوليوود الشرق» انتفضوا على هذا القرار، وأعلنوا تمسّكهم بزملائهم العرب، وهو ما حصل بالفعل. وفشل هذا القرار يعيدنا أيضاً إلى قرار مشابه أصدره نقيب الممثلين السابق أشرف زكي عندما حاول تقييد التعاون المصري ـــــ العربي بقرار رسمي قبل ثلاثة أعوام، لكنه أيضاً واجه الفشل.