«المخادعون» فرقة لبنانية غير معروفة، وفي الوقت عينه ليست مغمورة. ما يجعلها، بدءاً من هنا، اسماً على مسمّى، إذ يمكن القول إنّ إطلالتها المرتقبة لا تسبق مسيرة طويلة حققت لها الشهرة، غير أن جميع أعضائها من الوجوه البارزة موسيقياً في بيروت. الإعلان الترويجي لحفلة هذا المساء يوحي بأننا في حضرة فرقة روك أو بانك، في حين ان ما تقدّمه «المخادعون» نقيض ذلك. وتلك خدعة أخرى. كذلك قد يتهيّأ للناظر إلى هذا الملصق الترويجي أنّه يعلن عن عرض مسرحي، أو فيلمٍ عربي، إذ لا شيء يدل على علاقة محتمَلة له بالموسيقى أو الغناء. والجواب على هذا الضياع هو أن هؤلاء «مخادعون».
أما المتابع المتمهّل للنشاط الموسيقي في لبنان بعد الحرب، فلن تنطلي عليه الحيلة. ولا شكّ في أنّه يعرف جيّداً وجوه آل الخطيب، علي (غناء وعود) وأحمد (إيقاعات) وأسامة (باص كهربائي)، ومعهم وليد ناصر (إيقاعات)... يقول أحمد إن اسم الفرقة مستوحى من فيلم «المخادعون» المصري (التجاري) الذي أخرجه محمود فريد في عام 1973. وفي أول ظهور للفرقة، عُرض الفيلم في الخلفية أثناء الحفلة، تأكيداً للعلاقة «غير القائمة» بين الحالتيْن الفنيّتيْن، وللدلالة على الاهتمام الموسيقي للفرقة بكلاسيكيات الطرب الشعبي المصري.
للفرقة عرّابٌ هو أبو علي (1939)، الاسم الذي يليق به هذا الدور المرجعي والقيادي في ثقافتنا الشعبية. إنه والد علي الخطيب، وقريب أحمد وأسامة. هو شيخ عائلة الخطيب في البعديْن الاجتماعي والفني. فأبو علي فتح طريقاً لأولاده وأقاربه قبل عقود، إذ كان أوّل من اتجه نحو دراسة الفن وممارسته في العائلة. تعلم العزف على العود وأصول الغناء في الكونسرفتوار، ومن أساتذته فريد غصن وسليم الحلو. أما نشاطه الفني فكان مع فرقة «نبيه الخطيب التراثية» (في الثمانينيات) التي كانت تستعيد روائع الطرب الأصيل.
ينفرد «المخادعون» في الجزء الأول من الأمسية التي تقام مساء اليوم في «مسرح بيروت»، ليوافيهم أبو علي في الجزء الثاني منها. وعلى برنامج الفرقة مقطوعة موسيقية من تأليف علي الخطيب (من ألبومه الوحيد «جواب»)، تليها باقة من الأعمال الغنائية المختارة من سيد درويش وأم كلثوم وعبد الغني السيّد،... أما في الجزء الثاني من البرنامج، فيؤدي أبو علي مع «المخادعين» موشحات وأدواراً وطقاطيق متفرقة، إضافة (لا محالة) إلى وصلات العتابا والميجانا. هذا المساء، السهرة «أهليْة بمحليّة» مع «المخادعين» وأبو علي. حتى أثاث الصالون الذي تجتمع فيه الفرقة للتمرين، نقِل كما هو إلى خشبة «مسرح بيروت»!



«المخادعون»: 9:30 ليل اليوم ــــ «مسرح بيروت» (عين المريسة/ بيروت). للاستعلام: 01/363328