الجزائر | انطلق شهر رمضان وبدأت معه التصريحات الدينية التي يتهافت الفنانون على إطلاقها في هذه الفترة من السنة. وكانت هذه الظاهرة قد ازدهرت في السنوات الأخيرة، حيث يركّز معظم النجوم في أحاديثهم الصحافية على علاقتهم بالله، وعلى الجانب الديني لهذا الشهر، لكن هذا العام بدا مختلفاً. أعلنت مجموعة من الفنانين اعتزالها، أو تفكيرها في هذه الخطوة. ومن بين هؤلاء زينة الداودية، التي قالت إنها ستعتزل الفن قريباً.
وكشفت المغنية المغربية الشهيرة أنّها بدأت حياتها «بتجويد القرآن، وأريد أن أنهيها بالطريقة نفسها». وقد اختارت الداودية الكشف عن مشروع «توبتها» إثر مشاركتها في مهرجان محلّي في مدينة وهران (غرب الجزائر)، فقالت: «حاربت كثيراً من أجل الفن، وخضت معارك شرسة مع عائلتي الملتزمة جداً، ثم مع زوجي الذي يرفض غنائي. واليوم، لا أستطيع الصمود أكثر. بات الاعتزال أقرب إلى نفسي من أي وقت آخر». مع ذلك، استدركت قائلةً إنّ اعتزالها لن يكون بطلب من عائلتها أو زوجها «لكن بناءً على قناعة داخلية بأنّ حبّ الله يتغلّب على كل شيء». وأعلنت أنها ستتفرغ «للصلاة والعبادة وخدمة زوجها وأسرتها الصغيرة». وأضافت: «لست مغنية مبتذلة، بل إن جميع العائلات تسمعني في البيوت من دون حرج، لكنني أشعر بأن الله غاضب عليّ بسبب مشواري الفني... ومن الأفضل أن يعتزل المغني في قمة عطائه وفي سن صغيرة، منعاً للقيل والقال».
أما عن مشاريعها المستقبلية، فقالت الداودية في المؤتمر الصحافي الذي أعقب حفلتها في وهران إنها تستعدّ لتسجيل عمل جديد مع فنان إماراتي «سيقتحم الغناء الشعبي المغربي». إلا أنها رفضت الكشف عن اسمه أو حتى تاريخ إصدار العمل، لكنها أكدت أنه سيكون « مفاجأة للجمهور
العربي».
وكانت المغنية الشهيرة قد بدأت حياتها مع الشهرة كلاعبة كرة قدم، ثم انتقلت إلى عالم الغناء، وبرزت في اللون الشعبي والراي، والمزج بينهما، واشتهرت باسم الشابة زينة. عند إحيائها حفلتها في وهران، رفضت التعليق على التوتّر القائم في العلاقات المغربية الجزائرية، بل قالت إنها لا تهتمّ بالسياسة، لكنّها عادت وردّدت خلال الحفلة عبارة «الجزائريون والمغاربة إخوة، شاء من شاء وأبى من أبى»، وهو ما أعجب الجمهور الذي هتف لها طويلاً.



مصالحة «فنية»

لم تكن زينة الداودية الفنانة المغربية الوحيدة التي تغنّي في الجزائر، رغم الخلافات بين البلدَين، بل إن فرقة «لمشاهب» المغربية، شاركت في حفلة كبيرة في ذكرى استقلال الجزائر في الخامس من تموز (يوليو) الماضي. وقال أعضاء الفرقة على هامش مشاركتهم «في الجزائر، لا نشعر بأننا افترقنا عن المغرب، لكننا نشعر بالحزن لأننا لم نغنّ في وهران منذ 30 عاماً». وينظر البعض إلى هذه الحفلات التي يحييها عدد من الفنانين المغاربة، بينهم «لمشاهب» وزينة الداودية ولطيفة رأفت، على أنها نوع من المصالحة الفنية بين الجزائر والمغرب، وترميم للعلاقات المتوترة سياسياً وأمنياً.