في وقت تعيش فيه مدن عربية عدة على وقع الثوارت والاحتجاجات الشعبية، تحتفل عواصم أخرى بعيد الفطر من خلال سلسلة حفلات لنجوم الغناء. هكذا، تستعيد بيروت هذا العام زخمها، فيغني فيها فنانون لبنانيون وعرب. ولعلّ الحفلة الأبرز ستكون لوردة الجزائرية، التي تطلّ يوم الجمعة المقبل في أسواق بيروت بعد غياب عن العاصمة اللبنانية، في حفلة من تنظيم شركة «كون أند ستارز». في اليوم نفسه تطل يارا، ومعها أيمن زبيب في فندق «حبتور» (سن الفيل ـــــ شرق بيروت)، كما يحتفي وائل جسار بعمله الجديد «كل دقيقة شخصية» في «الأطلال بلازا» (طبرجا ـــــ شمال بيروت)، على أن يكون عاصي الحلاني نجم السهرة في فندق «موفنبيك» (بيروت). كذلك تطلّ نجوى كرم، ووائل كفوري في «لو رويال» (ضبية ـــــ شمال بيروت). وتأتي هذه الحفلة لتتوّج صيف نجوى كرم، الذي كان حافلاً هذا العام، إذ تنقّلت بين المغرب والأردن ولبنان، وغيرها من الدول العربية، في وقت لا تزال فيه ردود الفعل تتوالى على ألبومها الأخير «هالليلة... ما في نوم».
أما بعد غد الخميس، فتغصّ العاصمة اللبنانية بالمواعيد الفنية، حيث يقف ملحم زين مع يارا للمرة الأولى في «الجنة» (بحمدون)، كما يغنّي فارس كرم مع سارة الهاني في اليوم نفسه في «الإتوال دو ليبان» (المنصورية ـــــ شمال بيروت)، ثم يسافر صباح اليوم التالي لإحياء حفلة في دبي، على أن يعود يوم السبت المقبل ليغنّي في منتجع «الفردوس» (إهدن ـــــ شمال لبنان). ويوم الخميس أيضاً، يحيي جورج وسّوف حفلةً في «ريجنسي بالاس» (أدما ـــــ شمال بيروت) إلى جانب المغنية السورية شهد برمدا، فيما اختار راغب علامة النجمة اللبنانية نانسي عجرم (الصورة) لمشاركته ليلة السبت في «كازينو لبنان». وتستمرّ الحفلات إلى مطلع الأسبوع المقبل، حيث تقف النجمة العراقية شذى حسون، إلى جانب رابح صقر يوم الاثنين في فندق «فينيسيا» (بيروت)
أما على الصعيد العربي، فتبدو دبي أكثر المناطق ازدهاراً لناحية الحفلات الفنية. وتغني نانسي عجرم مع ملحم زين غداً الأربعاء في فندق «الميدان». ثم يقف وائل كفوري، مع شذى حسون في فندق «البستان روتانا» يوم الخميس. وفي الفندق نفسه يطلّ كل من فضل شاكر، مع فارس كرم ورولا سعد يوم الجمعة. ويحيي رابح صقر، ومعه هند البحرينية حفلة يوم السبت المقبل في «حبتور» دبي. في دبي أيضاً، تنظم شركة «بلاتينوم ريكوردز» للمرة الأولى حفلةً للأطفال في مناسبة إطلاق أول عمل غنائي للطفلة البحرينية حلا الترك في ثالث أيام العيد. ويقف ماجد المهندس يوم الجمعة في العاصمة الهولندية مع المغربية هدى سعد. كذلك يقدّم راغب علامة يوم الجمعة المقبل حفلة على شاطئ البحر الميّت في الأردن. وتعود يارا إلى الخليج وهذه المرة الى سوق الواقف في الدوحة، فتحيي حفلة يوم الأحد. أما وليد توفيق، فيلاقي جمهوره في فرنسا، تحديداً في كان، وينتقل بعدها إلى موناكو ثم الولايات المتحدة، فيما يبدأ عمرو دياب بعد عيد الفطر مباشرة جولته في الولايات المتحدة وكندا.
ولعلّ اللافت هذا العام ابتعاد الفنانين عن إحياء حفلات العيد في مصر، نتيجة الأوضاع السياسية التي تعيشها «المحروسة» بعد «ثورة 25 يناير». وقد فضّل النجوم العرب، وحتى المصريون، الاحتفال بالعيد بعيداً عن القاهرة. وتقتصر الحفلات على الفنانين الشعبيين مثل سعد الصغيّر، ومحمود الليثي. إلى جانب المغنين الشباب كمحمد عدوية، ورامي صبري، وهيثم نبيل... ويرى البعض أن سبب تراجع الحفلات في مصر ليس فقط الأوضاع السياسية والأمنية، بل إن المزاج الشعبي لا يرحّب في الوقت الحالي بهذا النوع من الحفلات.
إذاً يمكن القول إنّ عيد الفطر هذا العام، لا يشبه السنوات السابقة. غناء الفنانين سيكون على وقع الثوارت، وأزيز الرصاص المتطاير في دمشق، وصنعاء، وطرابلس الغرب. ولعلّ أبرز الغائبين عن الساحة هذه السنة هم إليسا، وهيفا وهبي، وكاظم الساهر، وحسين الجسمي، وشيرين عبد الوهاب، وأنغام، وكارول سماحة. وقد أعلنت هذه الأخيرة أنّ غيابها عن حفلات العيد سببه ارتباطها بعدد كبير من الحفلات الخاصة في لبنان، ومعظمها حفلات أعراس.