القاهرة | في السنوات العشر الماضية، كان موسم عيد الفطر الأقل تحقيقاً للإيرادات في شباك التذاكر بسبب تزامنه مع العودة إلى الدراسة. إلا أن المنتجين انتظروا العيد هذا العام، بما أنه حلّ قبل ثلاثة أسابيع من دخول الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم. لكن جاءت الثورة بما لا يشتهي المنتجون، وتغيّرت قواعد اللعبة السينمائية في مصر. هكذا انخفض عدد الأفلام، وبات الحراك الاجتماعي يؤثر على الوسط الفني الذي لم يعرف من قبل أي قوائم سوداء. هذا الموسم، طرحت في الصالات خمسة أفلام جديدة، ويواجه اثنان منها دعوات للمقاطعة بسبب عدم تناسبهما «مع مصر ما بعد الثورة»: الأول هو «شارع الهرم» الذي يؤكد من خلاله المنتج أحمد السبكي عدم استسلامه لطوفان الثورة. وقد استفزّ الإعلان الترويجي للشريط كل الذين أملوا أن تتغيّر نوعية الأفلام في «مصر الجديدة». إلا أن فريق عمل «شارع الهرم» لا يزال يراهن على أنّ قسماً كبيراً من الجمهور لم تتغيّر ذائقته، ولا يزال يريد قضاء عطلة العيد مع رقصات دينا وأغنيات سعد الصغير.
وما زاد من حدّة الهجوم على الفيلم وجود «إيفيهات» مرتبطة بالثورة في محاولة من صنّاعه لامتصاص غضب الجمهور. هكذا نستمع إلى الممثلة مها أحمد وهي تقول إن كل من يتقدم للزواج بها يتّضح أنه «فل من فلول النظام». أما الشريط الثاني الذي أغضب الجمهور فهو «أنا بضيع يا وديع» من بطولة أيمن قنديل، وأمجد عابد. ومعروف أن ضحكات هذا الثنائي تعتمد على التلميحات الجنسية، مما يتأكد في الإعلان الخاص بالفيلم. ويظهر البطلان بالاسمين اللذين اشتهرا بهما في الحملة الإعلانية «أفلام عربي... أم الأجنبي»، أي تهامي باشا والمخرج وديع. تدور أحداث العمل حول منتج يحاول الهروب من أزمة مالية من خلال إنتاج فيلم يجذب الملايين من المشاهدين.
وبغض النظر عن نتيجة حملات المقاطعة للفيلمين، فإن الأكيد أنّهما يواجهان منافسة شرسة مع نجم الكوميديا الشهير محمد سعد في فيلم «تك تك بوم»، وتدور قصّته حول شاب يتزوج مساء 25 كانون الثاني (يناير) ويفاجأ باندلاع الثورة التي تعطّل مخططاته، فيتحول إلى مواطن يقف في اللجان الشعبية التي شكلها المصريون بعد الثورة. ويقف سعد على محك دقيق وهو تقديم ضحكاته التي اعتادها الجمهور من دون السخرية من الثورة. ويبدو هذا الاحتمال الأخير مستبعداً بما أنّ منتجة الفيلم إسعاد يونس من أشهر الداعمين للثورة. ويُعرض الشريط في 85 صالة داخل مصر، إلى جانب دول عربية أخرى مثل لبنان، والمغرب، والأردن، والكويت، والإمارات.
وتستمر سطوة الكوميديا مع باقي أفلام العيد، غير أن طابعها سيكون مختلفاً في «بيبو وبشير» بما أن البطلين هما آسر ياسين، ومنة شلبي. يدور الفيلم حول شاب يعمل مترجماً لمدرب منتخب مصر لكرة السلة، ويلتقي مغنية مغمورة، فتجمعهما مواقف عدة قبل أن تكتمل قصة الحب بينهما. ويطل في الفيلم المخرج محمد خان، وعزت أبو عوف وصفية العمري، فيما يحمل توقيع المخرجة مريم أبو عوف.
أما الشريط الخامس فهو أول إنتاجات «بانوراما دراما» السينمائية ويحمل عنوان «يا أنا يا هوه» للممثل الشاب نضال الشافعي مع ريم البارودي وتدور أحداثه حول شاب يصاب بالفصام. وفي لبنان، إلى جانب «تك تك بوم»، تستقبل الصالات ابتداءً من أول أيام العيد فيلمي «بون سواريه»، و«إذاعة حب». الفيلم الأول من بطولة غادة عبد الرازق وإنتاج محمد السبكي. أما الفيلم الثاني فهو «إذاعة حب» لمنة شلبي، وشريف سلامة. وقد عرض في مصر قبل شهرين، لكنه لم يحقق الإقبال المتوقع. وتدور أحداثه حول شاب وفتاة يعملان في محطة إذاعية، ويعاني كل منهما من عدم الثقة في التعامل مع الجنس الآخر.




«تك تك بوم» و«إذاعة حب» ابتداءً من اليوم في صالات «أمبير» (01/544051)
«بون سواريه»: ابتداءً من اليوم في صالات «غراند سينما» ( 01/209109)