هذا المساء، يستضيف لبنان مهرجاناً لموسيقى الروك، على مدى يومين فقط. بالتأكيد، لم يكن العقدان الأخيران في مستوى العقديْن اللذين سبقاهما بالنسبة إلى فرق الروك وجمهوره. التطور التكنولوجي والاجتماعي السريع فتح آفاقاً عصرية لصناعة الموسيقى الشبابية الجديدة المتمثلة بالإلكترونيك والتكنو، واستطراداً فالـ DJ’s بلغ الاهتمام بهم وبالتالي سعرهم في سوق الحفلات الحية والأسطوانات ذروات شهدها الروك في السبعينيات والثمانينيات.لكن، على الرغم من الأزمة الحالية (البعض يراها طفيفة وعابرة) التي يمر فيها الروك، بقيت مجموعة قليلة من الأسماء القديمة وكذلك الجديدة في منأى عنها.
والمقصود هنا الفنانون الذين يقدمون دائماً ما لا يستطيع غيرهم تقديمه من إبداع في تطوير صناعة الروك بكل تشعّباته الموسيقية والشعرية. مع الأسف، لم يرتقِ لبنان في مجال تنظيم حفلات الروك إلى مستوى الأحداث الاستثنائية. منذ سنوات، لا نسمع إلا بفرق في خريف مسيرتها، أو أخرى تستجدي من يدعوها إلى إقامة حفلة، وغيرها من حالات «الترقيع» التي تنشأ من غياب التمويل الكافي وينشأ عنها سلوكٌ مبالغ فيه من قبل المنظمين لناحية التسويق.
إذا كان هذا الكلام ينطبق على الروك عموماً، فهو أشدّ قسوةً بالنسبة إلى الروك الصاخب، أو الهارد روك بكل فروعه السوداوية والمتشائمة عموماً. وهذا محور «مهرجان بيروت للروك» الذي يقام على المدرج الروماني في زوق مكايل (كسروان ـــــ شمال بيروت). الحدث من تنظيم 2U2C وPlay For Today بالتعاون مع مهرجانات الزوق، ويضم مجموعة فرق عالمية وعربية ومحلية، معظمها مغمورة. أشهر الأسماء الحاضرة (جزئياً!) فرقة System Of A Down (الأميركية المؤلفة من غالبية أرمنية) التي يحضر منها المغني سيرج تنكيان الذي ترافقه الأوركسترا السيمفونية اللبنانية. علماً أنه انطلق في مسيرة مستقلة بعدما صار مصير الفرقة مجهولاً.
سيرج مغنٍّ استثنائي، وأغاني فرقته تجذب جمهوراً واسعاً بتكوينها القائم على مساكنة اللحن الجميل والصخب المفرط، غير أن استبدال أعضاء فرقة روك بأوركسترا سيمفونية يفرِّغ عموماً الأغاني من مضمونها الموسيقي الأصلي. في الليلة ذاتها التي ستجذب الجالية الأرمنية، يُسهم في الأمسية كل من ختشادور تنكيان (مغني فولك أرمني) وهو والد سيرج، ومغنية الروك المعروفة آيلين ختشادوريان وفرقة Episode (لبنان).
مساء غدٍ سيكون محبّو الروك على موعدٍ مع ست فرق. أشهرها البرتغالية Moonspell والسويدية Katatonia بالإضافة إلى الفرق المغمورة من فرنسا (Sex Assets & Waste Management) وسوريا (The Hourglass) ولبنان (Kimaera وThe Weeping Willow).

«مهرجان بيروت للروك»: ابتداءً من السابعة من مساء اليوم وبعده ــــ الزوق (شمال بيروت). للاستعلام: 01/999666