كيف انتفضت القردة على البشر وسيطرت على العالم؟ سؤال يجيب عنه فيلم Rise of the Planet of the Apes الذي حقق إيرادات عالمية ضخمة، ويُعرض حالياً على الشاشات العربيّة.يذكر عشاق السينما الفيلم الشهير «كوكب القردة» الذي يعدّ من كلاسيكيات الفنّ السابع. في نهاية العمل الذي أنتج عام 1968، يكتشف رائد الفضاء شارلتون هستون سنة 3978 أن المغامرات الغريبة التي عاشها في عالم يحكمه القردة، حدثت على الأرض حين وجد تمثال الحرية غارقاً في الرمال. بعد أربعة عقود، يحاول «نهوض كوكب القرود» للبريطاني روبرت وات كشف الطريقة التي سيطرت بها القردة على الكرة الأرضية، واستعبدت البشر.
في مختبر خاص في سان فرانسيسكو، يعمل الباحث الشاب ويل رودمان (يؤدي دوره جيمس فرانكو) على اكتشاف علاج لمرض الألزهايمر. يطور الباحث تقنية جديدة لمواجهة هذا الداء. ثم يجري تجاربه على القردة، ويحقنها بالعلاج المفترض. إلا أنّ حادثاً سيدفع إلى إلغاء الأبحاث، وإعدام جميع القردة التي استُعملت في الاختبارات، لكن كما في القصص الدينية، هناك دوماً «الطفل الناجي» من الإعدام. إنه سيزار، القرد الصغير الذي ينقذه رودمان ويربيه في بيته.
بعد ثماني سنوات، يعيش سيزار حياة عادية في بيت العالم، ويكشف عن قدرات ذهنية وذكاء فريدين. يرتدي ملابس الإنسان، وله عيون خضراء ورثها جينياً عن والدته، ويطور قدرة على استعمال لغة الإشارات يتواصل بها مع سيده، لكن السعادة لا تدوم. يعود برنامج الأبحاث لعلاج مرض الألزهايمر إلى العمل. وبعد صراع بين سيزار والجيران، يرغم العالم على إرجاع قرده الأليف إلى المختبر لتجرى عليه الأبحاث، ويوضع في قفص كما باقي القردة. حينها يحس سيزار ذو العيون الخضراء أنه وقع ضحية خيانة، فيقود ثورة القردة على البشرية.
حقق الفيلم انطلاقة نارية في معظم صالات العالم، مع إيرادات تعدت مئة مليون دولار في الأسبوعين الأولين من عرضه، لكن ما هي الرسائل التي يريد العمل إيصالها؟ الإنسان عدو نفسه والمسؤول الأول عن خراب العالم؟ السلوك العدواني للطبيعة وكائناتها ليس إلا نتيجة سلوك إنساني متهوّر؟ ولعلّ الفيلم يحاكم أيضاً المختبرات العلمية التي لم تعد تخضع لأيّة روادع أخلاقية وإنسانية.