القاهرة | هل ستمنع إليسا من دخول مصر؟ وهل تتكرّر التجربة الجزائرية وتلغى حفلات صاحبة «عَبالي حبيبي» في القاهرة؟ حتى الساعة، لا يبدو أن نشاط إليسا في مصر سيتغيّر. الحملات التي انطلقت أخيراً على فايسبوك لمنعها من الغناء في «المحروسة» لم تلقَ إقبالاً واسعاً، فضمّت صفحة «مليون مصري لمنع إليسا من الغناء في مصر» أقل من مئة عضو. فيما لم يتجاوز عدد أعضاء صفحة «معاً لمنع إليسا من دخول مصر» ثلاثة آلاف شخص.
لكن، لماذا انطلقت هذه الحملة في الأساس؟ يقول الناشطون في هذه الحملة إن السبب الرئيسي هو انتقاد إليسا للثورة المصرية في إحدى المقابلات الصحافية. وقالت النجمة اللبنانية يومها إنّه بعد زيارتها الأخيرة لمصر، شعرت بأن «جموداً يصيب البلاد»، وهو ما اعتبره كثيرون إهانةً للثورة. أما إليسا من جهتها فلم تنفِ أو تؤكّد هذه التصريحات.
لا شكّ في أن المطالبة بمنع إليسا من دخول مصر خطوة مبالغ بها، وخصوصاً أن تصريح صاحبة «بستنّاك» جاءت في الصحافة المكتوبة، أي أنها قد تكون غير صحيحة أو غير دقيقة، كما يحصل في عدد كبير من المقابلات الفنية. واللافت أن الناشطين غالباً ما يلجأون إلى نشر أشرطة فيديو تدين فناني القائمة السوداء، وهو ما لم يحصل مع إليسا، بل اكتفوا بنقل هذا التصريح اليتيم المنسوب إليها. وأضافوا إن النجمة اللبنانية «رفضت الغناء للثورة المصرية»، وهو ما لم تقله على نحو مباشر، بل أعلنت أنها لا تريد أن تخُصّ بلداً معيّناً بأغنية.
وإذا صحّت هذه التصريحات، فإن إليسا ستكون واحدة من عشرات بل مئات الفنانين المصريين والعرب الذين تأثّر نشاطهم الفني بـ«ثورة 25 يناير». وأغلب هؤلاء يرى أن سبب هذه الأزمة هي الثورة نفسها، لا فلول نظام مبارك الذين يصرون على خلق حالة من عدم الاستقرار في مصر. كذلك فإن تصريح إليسا، لا يعدّ سبباً كافياً لمنعها من دخول مصر، أو ضمّها إلى القائمة السوداء التي لم يدرج عليها بعد اسم أي فنان عربي. أما المصريون الذين تصدّروا هذه القائمة فبدأوا سياسة جديدة وهي عدم التكلّم في الشأن السياسي، وتوقّفوا عن مدح مبارك وذمّ الثورة علناً. إلا أنهم يصرّون على القول إن «مصر لم تعد كما كانت» وإن الإنتاج متوقف، والجمود يسيطر على الساحة الفنية، وكأن البلاد كانت دولة متقدمة ومزدهرة قبل سقوط الرئيس المخلوع.
باختصار، يمكن القول إن الحملة على إليسا تدخل في إطار حملات مشابهة يشنّها عدد قليل من المصريين ضدّ غناء الفنانات اللبنانيات في مصر «لأنهنّ يعتمدن على الملابس الساخنة لا على أصواتهنّ الجميلة». وهو ما يتأكد عند قراءة التعليقات التي كتبت على موقع فايسبوك عن هذا الموضوع.