مروحةٌ واسعة من الاستحقاقات تنتظر رئيس الكونسرفتوار الجديد. أياً كان المرشّح الذي سيفوز، يجب أن يدرك أنّ أساتذة المعهد الغيورين على مستقبله، يعلّقون عليه آمالاً كبيرة لتحقيق تطوير هو في أمسّ الحاجة إليه. جويل خوري، الموسيقية وأستاذة البيانو في المعهد، واحدة من هؤلاء. بمرارة شديدة، تتحدث عن المشاكل الكثيرة التي يعاني منها معهد لم تعد تعرف إن كان «قد تحول من معهد عالٍ إلى مدرسة موسيقية» بسبب الإهمال الرسمي اللاحق به. تبدأ المشاكل من أسفل سلّم الأولويات: النظافة والترتيب في بيئة العمل. فـ«السجاد والستائر ممزقة، جهاز التدفئة لا يعمل والمياه مقطوعة في الحمامات» تقول خوري. إلى تلك الأساسيات البديهية الغائبة، تضاف مشاكل تقنية خاصة بالهوية الموسيقية للنشاط الذي يزاوَل في تلك المؤسسة. «كيف يمكن إعطاء صفوف موسيقية عملية في غرفٍ غير عازلة بما فيه الكفاية؟». وتصعّد جويل: «ما هذا المعهد الذي ليس معنيّاً بتأمين ثقافة موسيقية عامة للطلاب؟ هل زرت المكتبة المزرية الموجودة في الكونسرفتوار الوطني؟».المكتبة الموجودة في الطبقة الثانية من مبنى المعهد في سن الفيل، لا تضمّ جهاز كمبيوتر مزوّداً بقاعدة بيانات تساعد في البحث عن مرجع محدّد. على الأرجح، لن تحتاج إلى ذلك بسبب فقر المحتويات في هذه المكتبة التي لا تحوي أسطوانة موسيقية واحدة! لا تنتهي المشاكل هنا، بل تنسحب على مناهج التعليم ذاتها وأنظمته التي تحتاج ــــ في نظر خوري ــــ إلى إعادة صياغة وتحديث ضروريّين. فكيف يضمّ صفٌ واحد مثلاً أجيالاً مختلفة من الطلاب؟ وكيف يُسمَح للطالب بأن يبدأ تعلّم العزف على آلةٍ فور التحاقه بالمعهد، قبل أن يجتاز صفوف الصولفيج والاستماع الموسيقي؟ وبأي منطق يُسمح له بالتغيّب عن صفوف «الموسيقى المعاصرة»؟ أضف إلى ذلك أنّ الكثير من الطاقات الموسيقية في لبنان، يفضّل أصحابها العمل في الخارج، بينما نصف أعضاء الأوركسترا الوطنية من الأجانب. السبب بسيط: «يقتصر راتب الموسيقي اللبناني على 600 دولار، فيما يصل راتب الأجنبي في الفرقة إلى 2000 دولار»، تقول خوري التي تبدي تحفظات شديدة على هذا الجانب أيضاً. فالأوركسترا تعزف المقطوعات الغربية بدل تشجيع المؤلفين اللبنانيين عبر عزف مقطوعاتهم.
أخيراً، تعلن جويل تحفّظاتها على السلطة المطلقة الممنوحة للرئيس، آملة أن تتغيّر في المرحلة الجديدة. وتختم صاحبة dream she is (٢٠٠٧): «نتمنى أن يحرص الرئيس المقبل على إفادة المعهد لا على الاستفادة منه» !