كل الليبيين يعرفون هالة المصراتي جيداً. هذه الإعلامية التي اشتهرت باستعمالها كل أنواع الشتائم بحق الثوار، أطلّت أخيراً بعد انهيار نظام معمّر القذافي لتعلن... انضمامها إلى صفوف الثورة! الخبر يتناقله الليبيون بطريقة طريفة، مذكِّرين بإطلالة المصراتي قبل أسابيع على شاشة التلفزيون الرسمي، شاهرةً مسدّسها ومتوعدةً المعارضين «الجرذان»، حتى سمّاها بعضهم «إعلامية المسدّس».في السنوات الأخيرة، تحوّلت هالة إلى جانب يوسف شاكير، إلى أبرز وجهَين مدافعَين عن القذافي. وكانت الإعلامية النشيطة تطرب المشاهدين بأشعار عن «قائد الثورة». ومع اشتداد الخناق على نظام العقيد، أصبحت أحد أكثر المدافعين عن النظام، لتفاجئ الجميع ليلة سقوط طرابلس بشهر مسدسها مباشرة على الهواء معلنةً استعدادها «للموت دفاعاً عن معمّر». لكن ذلك لم يحصل. سقطت طرابلس، وسقطت معها المنظومة الإعلامية الرسمية، فاعتقل الثوار هالة المصراتي. وأثناء التحقيق معها، أعلنت أنها لم تكن تعلم ما الذي يجري في باقي المناطق «لأن كل وسائل الإعلام كانت مقطوعة... لا علاقة لنا نحن الإعلاميين بما حصل». أما عن شهرها المسدّس، فقالت «في 21 آب (أغسطس) كنا نعيش محرقة، لأن الثوار كانوا يحاصروننا ويطلقون النار علينا... لكنّ موقفي لا يقارن بمواقف آخرين، فهناك من يعبد معمر القذافي». ثمّ أطلق سراحها.
وكان ناشطون ليبيون قد طالبوا على فايسبوك بمحاكمة المصراتي بسبب تحريضها على قتل الثوار، معلنين أن الثورة «أغلقت أبوابها، ولا مكان فيها للمتسلّقين في اللحظة الأخيرة». وتذكر المدوّنة الليبية غيداء التواتي التي اعتقلت أثناء الثورة، كيف قادت المصراتي حملة تشويه ضدّها منذ عام 2010، «واستدعتني مع ناشطين آخرين للتحقيق في مكتب الاتصال في اللجان الثورية، وحقّقت معنا شخصياً... كذلك خصّصت ثلاث حلقات لشتمي. وعندما كنت مسجونة، هدّدت عائلتي».
طبعاً هالة المصراتي هي واحدة من قائمة طويلة لإعلاميين وفنانين ومثقفين دعموا القذافي، وستدرج أسماؤهم حتماً على «قائمة العار»، في محاولة من الناشطين الليبيين لمنع «الانتهازيين من تسلّق الثورة أو التسلّل إليها للهروب من العقاب... فالتاريخ لا يرحم، وتاريخ كل شخص يشهد له».



دمهم في رقبتها؟

في اتصال هاتفي مع قناة «ليبيا الأحرار»، قال شقيق أحد الشهداء الذي سقط على أيدي قوات معمّر القذافي «أنا مصدوم (من مسامحة هالة المصراتي). لا يمكن أن تحسب هذه المرأة على الثورة. بسببها قتل شباب كثيرون ومن بينهم أخي، ودمه لن يذهب هدراً»، فيما قال داعمون للثورة إنهم «سيهجرون ليبيا إذا بقيت المصراتي حرة طليقة... التاريخ لن يصفح عن الثوار إن دوّنوا أسماء الخونة إلى جانب الذين سقطوا على الجبهة. وهالة لا يبدو أنها تفرّق بين ليبيا ثورة القذافي وليبيا ثورة السابع عشر من فبراير».