قبل ساعات من اغتيال يوم الخميس الماضي، كتب هادي المهدي على صفحته في فايسبوك: «كفى، أعيش منذ ثلاثة أيام حالة رعب. هناك من يتصل ليحذّرني من عملية دهم واعتقالات للمتظاهرين. وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا... وهناك من يدخل متنكراً ليهدّدني على فايسبوك. لكنّني سأشارك في التظاهرات وأنا من مؤيديها، وأؤمن جازماً بأنّ العملية السياسيّة تجسّد قمامة من الفشل الوطنيّ والاقتصاديّ والسياسيّ، وهي تستحقّ التغيير ونحن نستحقّ حكومة أفضل.
باختصار، أنا لا أمثل حزباً ولا جهة، بل أمثل الواقع المزري الذي نعيشه. لقد سئمت مشاهدة أمهاتنا يشحذن في الشوارع، ومللت أخبار تخمة ونهب السياسيّين لثروات العراق!» ويكمل على صفحته الشخصيّة: «غداً 9 أيلول (سبتمبر) عرس حقيقي للديموقراطيّة في عراقنا الجديد. سيخرج أبناء العراق بلا طائفية، بلا أحقاد يحملون قلوباً ملؤها العشق والتسامح، ليقولوا: لا للمحاصصة والفساد والنهب والفشل والعمالة، ويطالبوا بعراق أفضل وحكومة أفضل وأحزاب أفضل وقيادات أفضل». وأضاف: «إنّهم يستحقون أن نصفق لهم. أن ننحني لهم نشاركهم، هؤلاء هم ماء وجه العراق وكبرياؤه وكرامته. تحيّة للعراق في ساحة التحرير. العار للسياسيّ الذي لا يفكّر إلا في قمع هؤلاء ومواصلة دجله وكذبه وفشله».
وحالما انتشر خبر اغتيال المخرج الإعلامي العراقي، امتلأ فايسبوك بصفحات منددة بالجريمة، أبرزها صفحة «كلنا هادي المهدي» التي ضمت نحو 2600 عضو ورفعت شعار: «لكي يفهمَ القاتلُ أنَّ كاتمَ الصوتِ لا يكتمُ ... الكاتمُ يُعدد أصواتَنا يَجعلها أعلى... أعلى».
الناشطة شروق العبايجي التي شاركت في «جمعة هادي المهدي» يوم الجمعة الماضي نبّهت إلى أنّ «اغتيال صوت جريء وشجاع أدّى إلى رد فعل عكسي؛ إذ أمدّت هذه الجريمة البشعة شباب ساحة التحرير بالقوة والعزم لمواصلة النضال؛ لأنّه عندما قال هادي المهدي «كفى» في آخر عباراته على «فايسبوك»، داعياً إلى التظاهر، إنما كان ينطق باسم كل العراقيّين الذين انتفضوا على التهاون بدمهم وكرامتهم».