في ساحة وسط طرابلس، تتجمع ربات المنازل والموظفات مع عائلاتهن عصر كل يوم، قبل أن ينتشرن في أحياء العاصمة الليبية، يكنّسن شوارعها ويزيّن جدرانها بالرسوم. وتقف 50 امرأة في ميدان القادسية ويحملن المكانس استعداداً لمهمة التنظيف التطوعية، فيما تتوجه أخريات الى منطقة سوق الجمعة، وفي أيديهن أدوات الرسم والطلي لملء شوارع المدينة بالرسوم. وتقول نعمة عريبي (52 عاماً) «بدأنا يوم السبت بحملة تطوعية لتنظيف مدينتنا، وسنستمر في عملنا هذا أسبوعاً». وتضيف المدرّسة، وهي تعدّل حجابها الأسود، «آتي الى هنا مع عائلتي لأقوم بواجبي حيال الثورة، ولو كنت أستطيع حمل بندقية، لحملتها، لكن المكنسة تؤدي الغاية ذاتها بالنسبة إليّ». وقد انتشرت القمامة في أنحاء العاصمة الليبية عقب سيطرة الثوار عليها بعد توقف العمال عن تنظيف الشوارع.