القاهرة | يبدو أنّ الدورة التاسعة عشرة من «مهرجان دمشق السينمائي» لن تجذب النجوم المصريين، إذ أكدت نقابة السينمائيين المصريين مقاطعة هذا الموعد، من دون إصدار بيان رسمي بهذا الخصوص. أما نقابة الممثلين، فلا تزال تناقش موقفها. وإذا اختارت المقاطعة، فإنّ المهرجان سيكون شبه خالٍ من أي ممثّل من «هوليوود الشرق». والمعروف أن هؤلاء كانوا الورقة الرابحة في هذه التظاهرة الفنية في السنوات السابقة. حتى إن النجوم السوريين غالباً ما اشتكوا من تدليل إدارة المهرجان للمشاركين المصريين. لكن هذه السنة، يبدو أن انعكاس الربيع العربي على المهرجان سيكون مباشراً، إذ رأى الفنانون الذين دعموا الثورة المصرية أن مشاركتهم في هذه التظاهرة ستكون بمثابة «دعم لبشار الأسد ضد الشعب السوري البطل، الذي يتعرض للقتل والبطش منذ أشهر، وخصوصاً أن المهرجان يقام بدعم من الرئيس السوري، وعلى مسرح يحمل اسمه».
أما الفنانون المحسوبون على نظام مبارك، ومن بينهم نقيب السينمائيين المصريين مسعد فودة، فيعرفون جيداً أن مشاركتهم تعني عودتهم من جديد إلى دائرة القائمة السوداء، وهو الخطر الذي سيتعرض له أي فنان يغامر بالسفر إلى دمشق وحضور فعاليات المهرجان.
غير أنّ المدير العام للمؤسسة العامة للسينما ومدير «مهرجان دمشق السينمائي»، محمد الأحمد، لم يقف مكتوف اليدين أمام هذه الانتقادات، إذ أكّد أنه لم يوجه أيّ دعوة إلى عمرو واكد وخالد النبوي، مضيفاً إنهما ليسا من الفنانين الذين يتعامل معهم المهرجان لأنهما يثيران المتاعب. علماً أنّ الممثلَين المصريين كانا قد أعلنا مقاطعتهما للتظاهرة السينمائية.
وكان المهرجان قد ركّز في دوراته السابقة على الجيل الأقدم من الفنانين المصريين، مثل نادية الجندي، ونبيلة عبيد، ومحمود عبد العزيز، ومحمود ياسين، وإلهام شاهين... وكلّ هؤلاء في المناسبة لم يتّخذوا مواقف مؤيدة للثورة المصرية. حتى إن بعضهم مثل إلهام شاهين، لا يزال حزيناً على خلع مبارك... فهل يكتمل التحدي وتسافر شاهين مثلاً إلى دمشق في خطوة ستعدّ دعماً للنظام السوري؟ أم تتعلم من درس رغدة، التي هدَّدتها نقابة الممثلين المصريين بمنعها من العمل في مصر إذا تكرر انتقادها للثورة المصرية؟
يذكر أنّ شبح المقاطعة لا يأتي فقط من القاهرة، بل هناك أربعون دولة مشاركة في الدورة المقبلة، وسيكون من بينها طبعاً دول تقف سياسياً ضد سوريا، وهو ما قد يؤثر في خيارات السينمائيين الذين يحملون جنسياتها. في الوقت نفسه، لا يزال المهرجان يعلن دورياً أنشطة الدورة الجديدة، وآخرها جائزة جديدة لدعم هواة الكتابة السينمائية، لكن بين كل هذه الاحتمالات، يبرز الاحتمال الأكبر وهو إلغاء الدورة ككل، وفق ما أشار الأحمد، إذ أكّد أن الدورة ستقام في موعدها بين العشرين والسابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «ما دامت ظروف سوريا تسمح بذلك» كما قال، لكن خلال الشهرَين المقبلَين، قد تتطوّر الأوضاع السورية، فإما أن تهدأ الأوضاع، أو تتأزّم، فيصبح مصير المهرجان شبيهاً بمصير كل مهرجانات مصر التي ألغيت هذا العام.
2 تعليق
التعليقات
-
على أساس إنو المعلومات يلليعلى أساس إنو المعلومات يللي عم توصل لمصر عن سورية غاية في الدقة وعلى أساس إنو الحرية والديمقراطية انتشرت بشكل معدي بمصر بعد الثورة بس شو يا شباب، الوضع اختلف تماماً بعدها النقابات والمؤسسات التابعةلمبارك بتهدد الناس، والصدمة هي أن المصالح لا تزال ذاتها . الذين كانوا يضرون سورية في ذلك الوقت، وما زالوا يحاولون الضر بها الآن. مع الشعب ، إيه ؟؟ آه آووو .. على رأي محمود المليجي
-
دعوة للتفكير بديمقراطيّةفي الأمر ما يستحقّ النقاش بعمق.. أخذ الأمور باستسهال قد يوقع الأحكام في الشطط. ما معنى أن تهدّد نقابة أحد منتسبيها بالعقاب إذا كان له رأي سياسيّ مختلف؟ هل انتساب الفرد إلى نقابة يحوّله إلى تلميذ في مدرسة ابتدائيّة عليه واجب طاعة أوامرها؟ أغلب الظنّ أنّ مجلس النقابة المنتخب لم يكن قد رشّح نفسه بناء على برنامج انتخابيّ يعرّف فيه برأيه بالدكتاتور ويحدّد مواصفاته، فكيف يعتبر أنّ المنتسب إلى نقابته ملزم باتّباع اجتهاده حينما جاء أوان الاجتهاد؟ قد يكون منطقيّا أن تدعو النقابة منتسبيها إلى رأي معيّن، لكن لا يحقّ لها أن تلزمهم.. هذه أمور متروكة للضمير الشخصيّ واتّجاه النظر الفرديّ، وإلّا فنحن في مواجهة ممارسة دكتاتوريّة وصائيّة في الوقت الّذي يرفع فيه شعار محاربة الدكتاتوريّة! في الأمر ما يستوجب التمهّل والتدقيق.