لست هنا لأنتقد أو أدافع عن «يبوس». كفنانة فلسطينية مستقلة، أحيي أي مشروع في الوطن الأم والشتات لدعم الثقافة الفلسطينية وللاحتفال بثقافة الآخر. لكنني أكتب هنا بخصوص وصف السيد خالد الغول للفنانين المدعوين للمهرجان بأن «لديهم مواقف واضحة في دعم الشعب الفلسطيني» («الأخبار»، 27/8/2011). بغَض النظر عن رأيي الشخصي والفني بإلهام المدفعي مثلاً، وَجَب عليّ بوصفي فنانة فلسطينية تعمل في المجال الموسيقي في الغرب، أن ألفت حضراتكم إلى معلومة مهمة، أنّ إلهام المدفعي تمت إدارته ودعمه فنياً في الغرب منذ أعوام من مدير فني إسرائيلي صهيوني باسم موشيه مراد. هناك أدلة عديدة متوافرة على الإنترنت.
قبل بضعة أعوام، طُلب مني المشاركة في برنامج إذاعي تابع للطيران البريطاني عن الموسيقى الفلسطينية. عند وصولي إلى الاستوديو، وجدت موشيه مراد هناك. وعند استفساري، قالوا لي إنّ «الموضوعية» تقتضي أن يكون هناك «جانب إسرائيلي» أيضاً. وحدثت مواجهة كبيرة بيني وبين مراد الذي أصرّ على أن «الموسيقى الفلسطينية جزء من الموسيقى الإسرائيلية»، وأن «الفلسطينيين كبقية الأقليات في إسرائيل كالبدو والدروز والشركس»! والنتيجة أنني رفضت أن أكون جزءاً من هذه المهزلة، ولا سيما عندما اكتشفت أنّ الأمر كان كَميناً، وأنّ البرنامج كان عن موسيقى «إسرائيل»، وكان يُفترض أن أكون «ورق الحائط الفلسطيني» للمُحتل والمُستعمِر الثقافي الإسرائيلي، فرفضت.
كذلك، إنّ الشخص نفسه، وهو من أصول يهودية عراقية ورومانية، لا يزال يقدم برامج على «بي. بي. سي» عن «الموسيقى الإسرائيلية». والعام الماضي، قدّم موشيه مراد برامج عن الموسيقى العراقية والأردنية (أيضاً، استُضيف إلهام المدفعي أمام موشيه مراد مذيعاً ومقدماً!). وقمنا هنا بالتعاون مع العديد من الفنانين البريطانيين ذوي المواقف الواضحة والموثقة بتوقيع عريضة تُعرِب عن اعتراضنا على أن يقوم إسرائيلي ذو أجندة صهيونية واضحة بتقديم برامج عن الموسيقى العربية، لكن لا حياة لمن تنادي. وقد جمعت صورة موشيه مراد وإلهام المدفعي خلال إحدى هذه المقابلات، وبدت في الخلفية صورة ليلى مراد. كأن موشيه مراد يريد أن يتاجر بمُراد العظيمة التي رفضت الصهيونية واعتزّت بمصريتها. طلبي هنا من «يبوس»، وكل منظمي المهرجانات في فلسطين أن يتأكدوا من خلفية الفنانين الذين يُدعَون، والعرب المُغتَرِبين تحديداً.

* فنانة فلسطينية من يعبد، الناصرة مقيمة في بريطانيا

الروابط: 12