نأَت إدارة «معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب» بنفسها عن الأحداث الجارية في البلاد منذ أشهر، بأن ألغت البرنامج الثقافي الذي كان يرافق أيام المعرض، رغم تصريحات مدير المكتبة علي العائدي بأن المعرض سيشهد ندوات حوار وأمسيات وتواقيع كتب. العرس السنوي للكتاب بدا كأنه مأتم. حفنة دور محليّة وعربية توّزعتها صالتان في مدينة المعارض، في غياب واعتذار دور نشر سورية عن عدم المشاركة مثل «دار ممدوح عدوان»، و«التكوين»، و«قدمس»... فيما غابت مصر والمغرب والجزائر والعراق.
الدورة السابعة والعشرون للمعرض العريق أقرب إلى بروفة منها إلى معرض كتاب دولي.
هكذا جرى اختراع دور نشر وهمية لتغطية الفراغ باسم جامعات سورية ومراكز أبحاث عربية، ومراكز ثقافية أجنبية، ومكتبات صغيرة. في دليل المعرض نقرأ عن مشاركة دور مصرية.
نفتّش عن «دار الشروق» مثلاً، فلا نجدها، لنكتشف دوراً مجهولة مثل «دار ابن الجوزي»، و«دار النشر الأسقفية»، و«المكتبة التوفيقية».
إصدارات الدور البيروتية، مثل «دار الريس»، و«دار الآداب»، و«دار الساقي»، بعضها يعود إلى عشر سنوات، رغم أنّ المعرض يشترط العناوين الجديدة فقط. كأنّنا أمام مكتبات رصيف، وقد أخرجت ما لديها في المخازن.
دور النشر السورية لم تغامر بعناوين جديدة إلا في ما ندر، لخشيتها من الكساد، وهذا ما أخبرنا به ناشرون «تورّطوا» في المشاركة، نظراً إلى الإقبال الضعيف على الشراء.
هذا لا يمنع اقتناء بعض العناوين الجديدة مثل «تبليط البحر» لرشيد الضعيف، و«بروفا» لروزا ياسين حسن (الريس)، و«مذاق البلح» لمحمد ملص (دار رفوف). الازدحام الذي ميّز الدورات السابقة من المعرض، تبخّر هذا العام إلى حدوده الدنيا، بصرف النظر عمّا تسعى إليه الرسالة اليومية التي يبثّها التلفزيون السوري مباشرة من موقع الحدث، بتأكيدها أن «الإقبال المنقطع النظير لجمهور المعرض».
وكان من الملاحظ غياب معظم الدور الإسلامية عن أجنحة المعرض، خلافاً للدورات السابقة. ولم نقع على وجوه ثقافية معروفة بين الزائرين، ما طرح أزمة على معدّة أحد البرامج التلفزيونية، إذ عجزت عن الاهتداء إلى اسم مرموق واحد كي تستضيفه في برنامجها. أقيم المعرض هذا العام تحت شعار «سورية بخير». كم كان بودّنا تصديق الرسالة التي بدت المبرّر الوحيد لإقامة هذا المعرض.