القاهرة | مع اندلاع الشرارة الأولى لـ«ثورة 25 يناير»، سارعت مجموعة من الداعمين لحسني مبارك إلى إنشاء صفحة خاصة على فايسبوك بعنوان «أنا آسف يا ريّس». واعتذر الناشطون في هذه الصفحة من الرئيس المخلوع «على الحركات اللي بتعملها العيال اللي في الشارع». طبعاً تفاوتت ردود فعل الثوار على هذه الصفحة، فمنهم من سخر منها، ومنهم من عبّر عن دهشته، لكنها لم تلق اهتماماً واسعاً، بما أن الثورة كانت في أوجها، وإن كانت قد مثلت مدخلاً لفهم الطريقة التي يفكّر بها المناصرون للنظام السابق. لكن بعد إسقاط النظام، وحملة التشويه التي شُنّت ضدّ الثورة، وانطلاق محاكمة مبارك، اختلف التعاطي مع هذه الصفحة. في هذه المرحلة الجديدة، بدأ مؤسسو المجموعة بالظهور في وسائل الإعلام رغم تعرّضهم لهجوم عنيف من قبل الجمهور. وبات واضحاً أن هناك دعماً قوياً لهذه الفئة التي أطلقت على نفسها لاحقاً اسم «أبناء مبارك». هكذا بدأوا بالتظاهر أمام المحكمة، واعتدوا على أهالي الشهداء، بحماية من الشرطة.
وإن كانت الصفحة قد تمكّنت من جمع 113 ألف شخص على فايسبوك، فإن هذا الرقم يعد مهيناً، إذا ما قارناه بصفحات الثورة، وخصوصاً صفحة «كلنا خالد سعيد» التي تضم أكثر من مليون ونصف مليون شخص. واللافت أن معظم أعضاء «إحنا آسفين يا ريّس» هم من المعارضين لمبارك. وهو ما ظهر جلياً من خلال سؤال طرحته الصفحة: «هل أنت واثق من براءة الرئيس مبارك؟». إذ أجاب أكثر من ثلثي الأعضاء بالنفي، فما كان من المشرفين إلا حذف الاستفتاء.
إذاً رغم إعطاء هامش إعلامي واسع لـ«أبناء مبارك» في الفترة الأخيرة، يبدو أن الأمر كان مجرّد خطوة موقتة، إذ بدأ هذا الاهتمام بالتراجع، ليلجأ مشرفو هذه الصفحة إلى قناة «سكوب» الكويتية، وهي المحطة العربية الوحيدة التي لا تزال تدافع عن نظام حسني مبارك المخلوع. وفي ردّ فعل على هذا التهميش، دعا «أيتام مبارك» كل المشرفين على الصفحات الداعمة للنظام البائد إلى اجتماع. ولإضافة المزيد من التشويق والغموض، أعلنوا أنّ مكان وزمان الاجتماع سيكونان سريّين «خوفاً من الاختراق».
باختصار، يمكن متابعة هذه الصفحة وغيرها من الصفحات لاكتشاف التخبّط الذي يعيشه مناصرو مبارك. وقد بدأوا السعي لإيجاد حلول للخروج من عزلتهم، فدعا أحدهم إلى «تنظيم جمعة حاشدة تنادي بعودة الرئيس السابق إلى الحكم». وطبعاً لا ذكر هنا لكل الجرائم السياسية والاقتصادية التي يُكشف عنها يومياً في وسائل الإعلام، وكان مبارك هو عرّابها وحاميها.
يعتذر هؤلاء من مبارك، يومياً، متجاهلين الشهداء الذين سقطوا في «25 يناير» أو «25 خساير» كما يسمونها، متمّنين فقط عودة عقارب الساعة إلى الوراء...