انتهت العطلة الصيفية، وها هي الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية اللبنانية تستعيد نشاطها، مستهلّة أمسياتها الكلاسيكية غداً في «كنيسة القديس يوسف» (مونو). بعد رحيل وليد غلمية في حزيران (يونيو) الماضي، بقي للأوركسترا قائدان أساسيّان هما هاروت فازليان (المرشّح لرئاسة الكونسرفتوار) والبولوني فويجك تشبّيل. موسم 2011/ 2012 لأمسيات الأوركسترا هو الأول من دون غلمية، يفتتحه القائد البولوني.
أما برنامج الأمسية الأولى، فيتألّف الجزء الأكبر منه من مقطوعات ذات إيقاع راقص، بعد تحية ضمنية للراحل تتمثل في أداء إحدى مؤلفاته. إذاً، يُستهَل الموعد غداً بعمل من ريبرتوار غلمية هو السمفونية الرابعة («الشهيد») التي تتألّف من أربع حركات (شكل كلاسيكي) وتمتدّ 40 دقيقة. مع تقديرنا للراحل، هذا ليس أفضل ما في البرنامج، إذ تؤدي الأوركسترا بعد رابعة غلمية، أحد أجمل الأعمال التي أتتنا من الإرث الاسكندينافي الكلاسيكي للمؤلف الفنلندي جان سيبليوس. والمقصود قصيدته السمفونية Finlandia التي يصوِّر فيها عبر النغمة القمع الذي كانت تمارسه روسيا القيصرية على بلاده نهاية القرن التاسع عشر.
بعد سيبليوس، يبدأ الجزء الراقص. من مجموعة الرقصات المجرية الأوركسترالية لوريث بيتهوفن، الألماني يوهانس برامز، تؤدي الأوركسترا الرقصة الأولى (الأشهر بعد الخامسة). وبعدها، ينتقل البرنامج إلى الولايات المتحدة. هكذا يقود تشبّيل Hoedown، الرقصة الأميركية الهوى والمقتطفة من باليه «روديو» لأحد أبرز مؤلفي أميركا وروّاد تيارها الكلاسيكي، آرون كوبلاند. وتُختتَم الأمسية مع تشايكوفسكي و«فالس الزهور» من الباليه الروسي الشهير «كسّارة البندق». إنه عملٌ قصير، جميل لكنّه يمثِّل تحدياً في العزف لآلاف النفخ، وهنا يكمن هامش الأداء في المقطوعة بين إخفاق ونجاح. باختصار، فإنّ الأمسية الأولى في موسم الأوركسترا الوطنية تراعي غياب وليد غلمية، والذائقة الجماهيرية (الرقصات الشهيرة)، وتقدِّم ما يستحق عناء حضور الخبراء من خلال «فينلانديا».



الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية اللبنانية: 8:30 من مساء الغد ــ «كنيسة القديس يوسف» (الأشرفية). للاستعلام: 01/500996