لا تقتصر العنصرية تجاه المهاجرين الأجانب إلى أوروبا على حالات فردية، بل تشمل أسماء معروفة، أشهرها البريطانية كايتي هوبكينز التي سبق أن أطلقت الكثير من التصريحات المقيتة. ذات مرّة تحدّثت عن ضرورة استخدام الطائرات لوقف المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط، وقارنت المهاجرين بـ «الصراصير»، قبل أن تقترح «إيجاد محرقة كبيرة لتدمير كلّ القوارب».
انتشار العنصرية تجاه المهاجرين مسألة سلّطت عليها الصحافة البريطانية الضوء مراراً خلال الأسابيع الماضية، مستشهدةً أيضاً بكلام رئيس الوزراء دايفد كاميرون حين وصفهم بالـ «أسراب» كأنّهم مجموعة من الحشرات.
أمام هذا الواقع المستغرب في بلد معروف بثقافة تقبّل الآخر، لم يستطع المسؤولان عن حسابَيْ @bestofthemail و@dmreporter (مجهولا الهوية) على تويتر تحمّل المزيد. هكذا، اتُخذ القرار بإجراء اختبار على قسم تعليقات القرّاء التابع للموقع الإلكتروني لصحيفة «ديلي مايل» البريطانية، بهدف إظهار مخاطر «تطبيع استخدام هذه اللغة المهينة»، وفق ما ورد عبر موقع «ميديوم».
«أردنا أن نرى درجة التأييد التي ستحظى بها التعليقات إذا استوحيناها من البروباغندا النازية واستبدلنا كلمة يهودي بمهاجر». انطلاقاً من مقطع من كتاب the pestilential miasma of the world لقائد «جبهة العمل الألمانية» روبرت لي، نُشر التعليق التالي: «الصراع مع المهاجرين واضح. أي تدبير موقت سيؤدي إلى تدميرنا. لا خيار سوى حرب بلا رحمة بكل الوسائل الممكنة». حصل هذا التعليق على 193 صوتاً مؤيداً، مقابل ستة أصوات معارضة فقط.

قياس درجة التأييد للتعليقات المستوحاة من البروباغندا النازية


من إصدار آخر للكاتب نفسه بعنوان The Jews or Us (اليهود أو نحن)، استوحي تعليق ثان: «إذا أراد المهاجرون القتال، نحن جاهزون. لطالما أردنا هذا منذ وقت طويل. لم يعد يوجد في العالم مكان للمهاجرين. إمّا نحن أو هم، أحدنا يجب أن يرحل». هذا التعليق لم يحظ بأي معارضة، بل أحرز 55 صوتاً مؤيداً.
كلام هتلر نفسه دخل في اللعبة أيضاً عبر هذا التعليق: «لا يساعد الله الرجل الخمول أو الجبان. ولا الناس غير القادرين على مساعدة أنفسهم. هذا المبدأ ينطبق هنا». أما النتيجة، فكانت 36 «لا» مقابل 6 «نعم».
لائحة التعليقات المشابهة طويلة جداً، وفي المحصّلة خلص القائمان على @bestofthemail و@dmreporter إلى القول بأنّ الصدمة بحجم هذا النوع من التعليقات على مواقع الصحف البريطانية «ولّدت صدمة كبيرة لدينا، لا سيّما لجهة الكمّ الهائل من الكراهية الذي تتضمّنه اللغة المستخدمة».
وتابعا بالقول إنّه «أردنا توضيح أنّه من السهل أن يصبح اللجوء إلى خطاب الكراهية مسألة طبيعية جداً، إضافة إلى إظهار أهمية التركيز على الناس وعلى الحقائق بدلاً من التحيّز».