«هويس الشعر العربي» في قفص الاتهام... الشاعر المصري الشاب هشام الجخّ، وجد نفسه ضحيّةً لحملة تكفيرية، طاولته على صفحات فايسبوك ويوتيوب. ابن قنا (أقصى جنوب مصر) المحافظة التي أنجبت أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي، تعرّض لهجوم شرس، يتهمه «بإهانة الإسلام والقرآن» وفق ما كشفت جريدة «البديل» الإلكترونية. وقد ألصقت بالجخّ تهمة الكفر بوضوح وصراحة، هو الذي استحوذ على قلوب المصريين بعد مشاركته في مسابقة «أمير الشعراء»، وألهب مشاعرهم بقصيدته «مشهد راسي من ميدان التحرير» الشهيرة. أمّا سبب تكفيره، فهو اقتباسه لعبارات قرآنية في قصائده الغزليّة، بحسب أصحاب الحملة. ويتسلّح هؤلاء بعبارات كثيرة وردت في قصائده، منها «بُني الإنسان على خمس»، باعتبارها مقتبسة من «بُني الإسلام على خمس». ويحتجون كذلك على قصيدة أخرى، يقول فيها: «يا خليج الأمة العربية اقرأ باسم ربك الذي خلق... المصايف والمطاعم والمسارح والنساء». ويورد أصحاب الحملة التكفيرية أبياتاً أخرى للجخّ مثل: «هجرَتْني أجساد النسوةِ مَنْ كُنَّ يعُمنَ بأنهاري... ويبتن على سلم بيتي، ويطفن ويحجُجْن لداري، ويقمن الليل لتسبيحي، يتلون بهجدٍ أذكاري». وكتب أحدهم على صفحات فايسبوك: «إن كتب الجخّ ألف قصيدة مدح في الدين وأهله، لن تمحو وزر قصائده المخالفة للعقيدة الإسلامية، حتى يعلن خطأه فيها، وتوبته منها ومما فيها». ومن قصيدة «شيماء في مكة» نقل المكفّرون بيت شعر آخر للجخّ يقول فيه: «شيماء يا مكة طالب أحج البيت/ تبت يدا أبي عوّدني ع النسوان/ وفطمني ع الخمرة/ علّمني حب الكعبة اكمنها سمرا». وهذا كلام يمثّل ـــ حسب الغاضبين من الجخ ـــ تشبيهاً للنساء بالمقدسات الإسلامية. لكنّ معظم الفيديوات المتهجّمة على الجخّ حُذفت من موقع يوتيوب، بعدما رأى المتضامنون مع الشاعر أنّ سبب الحملة الأساسي هو الغيرة من نجاحه الجماهيري الكبير... صفحته الرسمية على فايسبوك مثلاً، تضمّ أكثر من 180 ألف معجب ومعجبة. وأبعد من ذلك، تخوّف كثيرون من أن تكون تلك الحملة التكفيرية، إشارة إلى نيّة التيارات الإسلامية الطامعة في الحكم، في مطاردة كلّ من يراه البسطاء مخالفاً لقواعد الدين الإسلامي. كأنّ الرقابة على الأفكار والكلمات، ستعود أقوى وأشدّ رغم الثورة. مع الإشارة إلى أنّ الحملة على صاحب «آخر ما حرّف في التوراة» قادها متشدّدون مقيمون في محافظته التي شهدت أكبر حضور سلفي بعد «25 يناير».
www.algakh.com