حيفا | الشاعر المولود في قرية صفورية المهجّرة عام 1931، جعل سيرته قصة عن فلسطين. كان يبلغ 17 عاماً عندما هُجّر وأهله ليلة 15 تموز (يوليو) عام 1948 من قريتهم، فأخذتهم رحلة اللجوء إلى لبنان. بعد عام، عاد طه محمد علي إلى فلسطين. لكن عودته لم تكتمل. لم يسكن في صفورية المهدّمة، فاستقر في الناصرة. هناك، افتتح محلاً لبيع التذكارات في سوق «الكزانوفا» بالقرب من كنيسة البشارة. في ذلك المكان، قرأ وكتب قصائده. صاحب «ضحك على ذقون القتلة» غادر الديار، بعدما نال حقه عالمياً وورد اسمه قبل سنوات على لائحة «أهم شعراء القرن العشرين»، لكنّه لم ينل حقه في فلسطين والعالم العربي. في رصيده خمسة دواوين: هي «القصيدة الرابعة وعشر قصائد أخرى» (1983)؛ و«ضحك على ذقون القتلة» (1989)، و«حريق في مقبرة الدير» (1992)؛ «اله، خليفة وصبي فراشات ملونات» (2002)، «ليس إلا» (2006)، ومجموعة قصصية وهي «سيمفونية الولد الحافي ـــــ ما يكون وقصص أخرى» (2003)، علماً بأنّ أعماله الكاملة صدرت عن دار «راية» (2011). ترجمت قصائده الى 12 لغة، ومن بينها العبرية (ترجمة أنطوان شماس، منشورات «أندلس» 2006).
في حديث إلى «الأخبار»، يقول الناقد أنطوان شلحت إنّه بعد صدور الترجمات العبرية «اعترف نقاد إسرائيليون بأن قراءة شعره قد تجعل المتلقي الإسرائيلي يدرك أنه يقف أمام شعب فلسطيني مرتبط بأرضه، ولا ينوي نسيان هذه الرابطة». ويرى الأديب سلمان ناطور أنّ الراحل «لم يكتب عن القضية، بل عن الإنسان البسيط. ما كتبه عن صفورية استعادة لحياتها وليس نكبتها. لقد ابتعد عن الكتابة البكائية والنكبوية».