إلى جانب عروضه العالمية، يستضيف «مهرجان بيروت الدولي للسينما» سلسلة عروض عربيّة، تتوزّع على ثلاث مسابقات هي «مسابقة الأفلام الروائية»، و«مسابقة الأفلام الوثائقية»، و«مسابقة الأفلام القصيرة». في ظل تسابق مهرجانات الخليج على استقطاب العروض الأولى لهذه الفئة من الأفلام، لا يعد المهرجان البيروتي بمفاجآت كبيرة، لكن أقلّه سيتمكّن الجمهور المحلي من متابعة أفلام تحمل توقيع عبد اللطيف قشيش، وإبراهيم البطوط، وزينة صفير، ومجموعة أخرى من السينمائيين العرب المستقلين.
ضمن مسابقة الأفلام الروائية التي تتنافس على جائزة «ألف» لأفضل فيلم روائي «شرق أوسطي»، يشارك التونسي عبد اللطيف قشيش بـ«فينوس السوداء» (6و9/10). يروي العمل قصة خادمة سوداء تنتقل من جنوب أفريقيا إلى لندن بحثاً عن المال، لتجد نفسها مستخدمة في كرنفال، بطريقة مهينة. من مصر، يشارك الشريط المثير للجدل «الخروج من القاهرة» (12/ 10) لهشام عيساوي، وتتمركز حبكته حول قصة حب عابرة للطوائف. كذلك يعرض إبراهيم البطوط «حاوي» (10 و12/ 10 ــــ راجع الصفحة المقابلة)، أبرز إنتاجات السينما المستقلّة في مصر العام الماضي. يشارك في مسابقة الأفلام الروائية أيضاً «مدن الترانزيت» (12/ 10) لمحمد الحشكي، ويحكي قصة ليلى العائدة من الخارج وهي تحاول إعادة ترتيب حياتها في عمَان المتغيرة. ومن إيران يشارك فيلم «أحب طهران» (11/ 10) لساهاند صمديان، يتناول فيه وضع الشباب الإيراني اليوم.
ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الشرق أوسطية، تعرض ثمانية أفلام، من بينها «بيروت عالموس» (5 و13/10) لزينة صفير. تروي المخرجة اللبنانية سيرة والدها إيلي صفير، صاحب صالون الحلاقة الرجالي. ومن خلال ذكرياته، تفتح الباب على تاريخ بلد بأكمله. ومن لبنان أيضاً، يشارك شريط «تاكسي بيروت» لهادي زكاك، ويلاحق يوميات ثلاثة سائقي أجرة، في محاولة لفهم كيفية تفاعلهم مع العاصمة. على البرنامج، شريط «كولا» للعراقي يحيى العلاق، و«الأحمر والأبيض والأخضر» (11/ 10) للإيراني نادر داوودي، و«هذه صورتي عندما كنت ميتاً» (10/ 10) للأردني من أصل فلسطيني محمود المساد. مسابقة الأفلام القصيرة ستضمّ 16 شريطاً، ستة منها لبنانية، ويتوزع الباقي على إيران والأردن، إضافة إلى أفلام مشاركة من العراق ومصر والبحرين وتونس والمغرب وتركيا.
يذكر أنّ المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو يرأس لجنة التحكيم التي تضم الناقدة السينمائية كريستينا بيتشينو، والمخرجة الفرنسية كارين ألبو، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي، إضافةً إلى الكاتبة السعودية رجاء الصانع. لا شك في أن الدورة 11 من مهرجان بيروت تشي بتنوّع كبير، سيسمح بالاطلاع على نماذج مختلفة من آخر إنتاجات السينما العالمية. كذلك فإنّ معظم الأفلام الـ«شرق أوسطية» (مع تحفّظنا الشديد على التسمية ذات الوقع المشبوه) المشاركة تتناول مواضيع سياسية... برنامج حافل إذاً، تحت المجهر النقدي للجمهور اللبناني.