لا تزال الساحة الدرامية اللبنانية تعيش ذيول حادثتَين شهدتهما الأسبوع الماضي: تصريح فيفيان أنطونيوس الذي وصف بـ«المسيء»، وإلغاء مشاركة ممثلين لبنانيين في منتدى ثقافي في الأردن. ومن المتوقع أن تتواصل ردود الفعل على هذين الملفين، أقلّه حتى السبت المقبل، يوم ظهور نقيب الممثلين جان قسيس في برنامج «للنشر» على شاشة «الجديد».البداية من تراشق الاتهامات بين الممثلات اللبنانيات في الصحافة والإعلام، بعدما قالت فيفيان أنطونيوس في إحدى المقابلات إن الممثلات اللواتي يعملن مع مروان حداد «يدفعن ثمناً معيناً». بضع كلمات أدّت إلى اشتعال حرب إعلامية طاحنة، ففسّر كثيرون تصريحات الممثلة اللبنانية على أنه تلميح إلى تنازلات جنسية. وبينما رأت سيرين عبد النور ونادين الراسي أنهما غير معنيتَين بالحديث، تطوّعت ممثلات أخريات للرد على الكلام بأساليب مختلفة في برنامج «sorry بس» على شاشة otv. ولعل الرد «الأرقى» كان لورد الخال التي قالت إن «اللسان يسبق التفكير أحياناً»، وبادرت إلى الاتصال بفيفيان. أما تصريح سهى قيقانو، فبدا منطقيّاً. إذ قالت إن كلام فيفيان ليس مقبولاً لأن الحاجة بين المنتج والممثل متبادلة، وسألت «هل تسمح فيفيان باتهامها بتقديم تنازلات للمخرج إيلي معلوف والكاتب مروان نجار يوم كانت نجمة مسلسلاته ومديرة مكتبه؟».
أما المفاجأة فتمثلت في ما قالته باميلا الكك، فهزت بتصريحها الناري صورتها في ذهن جمهور أحب جرأتها وأداءها. هكذا أخبرتنا الممثلة الشابة بأنها لم تسمع باسم أنطونيوس من قبل، مرددة بسخرية أنها لا تعرف لفظ اسمها، ثم وصفتها بالممثلة الخمسينيّة! والأمر نفسه ينسحب على ما قالته ماغي بو غصن! الممثلة الخفيفة الظل، التي تأخرت نجوميتها ووصلت إليها عن جدارة، أشارت إلى غيرة أنطونيوس من الممثلات العاملات مع مروان حداد. ولعل مبادرة ورد الخال إلى الاتصال بأنطونيوس، كانت منتظرة من أبو غصن الصديقة القديمة لأنطونيوس، لأنّ ما قالته ماغي كان صدمة لمن يعرفها، وهو يوصف بالرد الصبياني والساذج، كذلك الأمر بالنسبة إلى ردّ نادين نسيب نجيم.
ولم تتوقف القضية عند هذا الحد. تفرّغت بعض الممثلات لهجومات جديدة، فاستمعنا إلى أنطونيوس تتوعّد بالرد المناسب، مهددة بالاستقالة من النقابة وتمزيق البطاقة. وإذا كانت النقابة فد تأخرت في التدخل فلأنها لم تبلّغ بالأمر. وتعليقاً على ما جرى، رفض النقيب جان قسيس الكلام المسيء الذي تناقلته الممثلات، ورآه «مضرّاً بالدراما اللبنانية». ووصف بعض النقابيين بـ«غير المسؤولين»، داعياً الممثلين إلى «المشاركة في نشاطات النقابة وإلى دفع اشتراكاتهم، قبل اتهامنا بالتقصير». ولم يتردد النقيب في التعبير عن استيائه من هذا الخلاف، آسفاً «للصورة البشعة التي أعطتها بعض الممثلات عن الدراما اللبنانيّة». وتمنى على الإعلام عدم تأجيج الأزمة، بل تقريب وجهات النظر لجمع شملهنّ من جديد. ويبدو أن أول من سيسهم في عمليّة غسل القلوب هو الممثل وسام صبّاغ، الذي تجمعه صداقة بفيفيان أنطونيوس بعد قيامهما معاً ببطولة «محلولة» في التلفزيون والمسرح، وبماغي بو غصن التي التقاها أخيراً في رمضان الماضي في مسلسل «آخر خبر». فهل ينجح صباغ في إعادة المياه إلى مجاريها بينهما، بمساعدة بعض المقربين، وخصوصاً بعد الرد القاسي لأنطونيوس على بو غصن؟ وهل تعتذر باميلا الكك عما قالته؟ في انتظار الإجابة عن هذين السؤالين، تبقى قضية أخرى شغلت الوسط الدرامي أخيراً، وسعى قسيس إلى متابعتها، وهذه المرة تتعلّق بورد الخال، ووسام صباغ، وباسم مغنية. إذ دعي النجوم الثلاثة إلى المشاركة في «المنتدى الثقافي الخامس في الأردن»، لكن في خطوة مفاجئة ومهينة، تلقى الثلاثة رسائل قصيرة على هواتفهم تخبرهم بإلغاء دعوتهم. وبعد مراسلات مع وزير الإعلام الأردني، حُمّل رئيس «الاتحاد العام للمنتجين العرب» إبراهيم أبو ذكرى مسؤولية هذه الإساءة، واستبدال الممثلين اللبنانيين بآخرين من مصر وسوريا. واستغرب قسّيس عدم متابعة الممثلين الثلاثة للقضية بأنفسهم، وعدم حضورهم إلى النقابة للاطّلاع على المستجدات.